رحلة السينوغراف العالمي عبد القادر فراح من قصر البخاري الى المسرح الملكي بلندن

بقلم عبدالرحمن الرايس

ولد الفنان عبد القادر فراح في 28 مارس 1926 بقصر البخاري تعلم الرسم و تصميم الديكور و الملابس بجهوده الخاصة و صبره المتفاني. هاجر الى فرنسا و انغمس في حياتها الفنية الخصبة. و اشتغل فيها مديرا لدراسات الديكور, و تصميم الازياء بالمدرسة الوطنية للفنون الدرامية بستراسبورغ “فرنسا”. و من عام 1961 الى 1965 انظم الى فرقة شكسبير الملكية بلندن. ثم عمل في مسرح ستراتفورد. و في عام 1968 صار مديرا للدراسات الخاصة بتصميم الديكور و الازياء في المدرسة الوطنية المسرحية بمنتريال “كندا” و في عام 1971م عمل استاذا بالمدرسة الوطنية الفنية المركزية بلندن, ثم عاد من جديد فرقة شكسبير الملكية مواصلا نشاطه معها. ليس الفنان عبد القادر فراح مصمم ديكور و ازياء فقط, إنما هو كاتب موهوب اذ نشر مؤلفاته الأدبية على صفحات المجلات الفرنسية و الجرائد الجزائرية. و ان من يعود الى اعداد هذه المنابر يجد كتابات فراح منشورة الى جانب كتابات مشاهير كبار كتاب الغرب و شمال افريقيا. انجز عبد القادر فراح اكثر من ثلاثمائة عمل فني متميز في حقل تصميم ديكور المسرحيات و الاوبرات و اغلفة الكتب و الاسطوانات الموسيقية. عرضت لوحاته و تصاميمه في معارض الدوليه بموسكو و لنينغراد و تونس و لندن و استراليا الخ… كما اشترى منه متحف فكتوريا و ألبيرت البريطاني تصاميم و لوحات و اقنعة اصبحت جزءا من معروضات المتحف. عندما إلتقى به الكاتب عمر ازراج بلندن راح يسرد قصته (ولدت في مدينة قصر البخاري , و في عائلة تتكون من عشرة اطفال كان ابي يعمل كاتبا عموميا, و يتمتع بعارف قضائية اهلته ان يمارس وظيفة القاضي و لكن دون ترخيص رسمي كان والدي يكرس جل وقته لمساعدة الناس على حل مشكلاتهم الاجتماعية التي تعترض سبيلهم عند الزواج و الطلاق و غيرهما من الحالات الاجتماعية الاخرى. اما امي فقد إنحدرت من عائلة كانت تملك زاوية “”الشيخ الميسوم”” يدرس فيها الشباب إذاك القرآن و الفقه الاسلامي مرحلة 1930 كنا نقضي الصباحات في الكتاب “الزاوية” لحفظ القرآن الكريم, و هكذا تعلمنا الكثير من السور و الآيات القرآنية. و في الفترة المسائية كنا ندرس في الدارس الفرنسية, و استمر ايقاع حياتي على هذا المنوال حتى بلغ عمري 17 سنة ثم تحولت الى معهد التجارة و الصناعة بالجزائر العاصمة ثم درست في معهد بوفاريك و في الجزائر العاصمة اشتغلت عند مهندس معماري و في تلك الفترة تعرفت على الرسام الجزائري “عمر راسم” الذي شجعني كثيرا سواءا بلطفه الذي لا ينسى ام بشروحه للرسومات و اللوحات الفنية ام بتوفير ادوات الرسم التي كنت لا استطيع شرائها لعدم توفر المال الكافي لدي, درست الفن بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالعاصمة و من ثمة اشتغلت عند مهندس معماري آخر. تركت العاصمة الى الجنوب الجزائري. و شاركت في معرض بلوحات كانت من انتاجي الشخصي, طلب مني الحاكم الاداري للمنطقة أن اقوم بإعداد ملف عمراني عن الجنوب الجزائري , فأتاحت لي هذه المهنة ان ازور مختلف القرى و المناطق الصحراوية, و اتعرف مباشرة على معمارها المميز, و لم أتلق من قبل الحاكم الإداري شيئا يذكر, ما عدا تعييني كعامل مساعد في ورشة للبناء. ثمة حدث يمكن ان اقول انه نقطة تحول في مساري كفنان في الجزائر العاصمة تعرفت على مجموعة من الفرنسيين و كان من بينهم استاذ اللغة الفرنسية و معه زوجته الرسامة و في نفس الوقت تعرفت على إمين متحف الفنون الجميلة بالجزائر, و كان مؤرخا متخصصا في تاريخ النهضة الفنية الايطالية. عندما عرض عليه اصدقائي الفرنسيون لوحاتي و رسومي قال لهم “”إنه لا ينبغي ان تشجعوا الفنانين العرب لأن مواهبهم تضيى قليلا ثم سرعان ما تنطفئ و تندثر”” كان.هذا الرجل محل تقديري كما كانت ابحاثه في الفن محل اعجابي و نظرا لهذه العوامل فقد أثر في قوله الذي نقله الى اصدقائي الفرنسيون تأثيرا حادا. و لكي ابرهن له العكس قررت أن اختار السفر الى باريس لدراسة الفنون, و صقل موهبتي الفنية بدلا من الذهاب الى القاهرة لدراسة اللغة العربية و آدابها. و في باريس عانيت الكثير في سبيل مواصلة دراسة “اشيائي التافهة”. و هي العبارة التي يطلقها بعض الناس إذاك على امتهانهم للعمل الفني, تم سفري الى باريس بعد موت ابي الذي لم يترك لنا إلا مبلغا زهيدا يقدر بخمسين جنيها. و في باريس إلتقيت من جديد بأصدقائي الفرنسيين من بينهم استاذ الانجليزية و المحاضر في آدابها الذي سبقت الاشارة إليه من قبل و كان هذا عام1947م) الجوائز الدولية التي تحصل عليها الفنان عبد القادر فراح. _1958 / جائزة لأفضل عروض السنة. _مسرحية دائرة الطباشير القوقازية _1960/ جائزة التحالف الفرنسي, اقترحتها اندري مالرو و رفضها الفنان عبد القادر فراح احتجاجا على احتلال فرنسا الجزائر. _1969/ جائزة قدمتها له مدرسة المسرح الوطني بكندا, حيث كان “‘فراح”‘ يشغل مدير الدراسات للتصاميم و الازياء المسرحية. _1971/ جائزة النقد اللندنية السنوية لأفضل تصميم مسرحي. _1972/ جائزة افضل عرض مسرحي سنوي بباريس. _مسرحية ريتشارد الثالث لفرقة شكسبير الملكي _1976/ جائزة من قبل مديري مسارح اللندني. _مسرحية هنري5 و المسرحيتان اللتين تحملان عنوان هنري السادس. _1978/ جائزة النقد النمساوية قدمها مسرح بورغ بفيينا. _مسرحية ترولوس و كرسيدا لشكسبير. _1982/ جائزة منظمة مديري المسارح اللندنية. _مسرحية الدمية الكوميدية الموسيقية لفرقة شكسبير الملكية. هذا هو الفنان العالمي ابن مدينة قصر البخاري. جمال رايس عن كتاب(عبد القادر فراح فنان اصيل في زمن بخيل) للكاتب عمر ازراج ترجمة الكاتب محمد بورحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى