*اِفعل قبلَ أن تقول*

✒️ صَالِح الرِّيمِي :-

أكثرُ ما يُذهِلُني عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ هذا التناقضُ والازدواجيةُ في المعاييرِ عندما تتناقضُ الأقوالُ عن الأفعال، فالجميعُ يثحدثُ ويكتبُ ويُرسلُ ويغردُ عن المبادئِ والقيمِ والأخلاقِ والسلوكِ الجميلِ الرائعِ بمثاليةٍ مطلقة، والقليلُ منّا من يُطبق..
حدثَني أحدُ الشبابِ يومًا:
أنّ معلمًا في مدرستِهم، كان سيئَ السيرةِ والخلق، شرسًا، انفاعليًا يصلُ إلى درجةِ الحماقةِ أحيانًا، فتحدثَ يومًا في إذاعةِ المدرسة، عن فضلِ حسنِ الخلق، واللينِ في المعاملة!! فيقولُ هذا الشاب: والله إن بي صممًا مما يقول.! فلم أستطع الاستماعَ إليه..
ثم يقولُ كتبتُ إليهِ بعدَ السلامِ عليهٍ رسالةً كان منها: ما رأيُكم بقولِ الشاعرِ البليغِ في بيتِهِ الذي كمُلَت فيهِ البلاغةُ عن مليكةِ الطُهر:
نبني من الأقوالِ قصراً شامخًا
والفعلُ دونَ الشامخاتِ ركامُ
اللهُ عزوجلَّ يكرهُ أن يكونَ كلامُنا في وادٍ واعمالُنا في وادٍ آخر، ومن يفعلْ هذا التناقضَ بين الأقوالِ والأفعالِ قد يكونُ ذا وجهينِ متناقضينِ بشخصيةٍ ازدواجية، فالأقوالُ شيءٌ والأفعالُ شيءٌ آخر.. ومعلومٌ أنهُ قبيحٌ بالإنسانِ أن يدعوَ إلى فضيلةٍ أو واجبٍ ثم لا يفعلُه..
مسألةُ التناقضِ والازدواجيةِ بين الأفعالِ والأقوالِ عبرَ عنها الشاعرُ المبدعُ الكبيرُ أحمد مطر حينما قال:
قال لزوجِهِ اسكتِي وقال لابنِه انكتم
صوتُكما يجعلُني مشوشَ التفكيرِ
لا تنبِسا بكلمةٍ
أريدُ أن أكتبَ عن حريةِ التعبيرِ
تعليقٌ بسيط:
أكبرُ شيءٍ ننفرُ منهُ اليومَ أننا ننطقُ بكلامٍ ولا نُطبقُه، وأصبحتُ لا اعرفُ في أيِّ مكانٍ من هذا العالمِ يختبئُ السيئون مادمنا صالحينَ ومصلحينَ في مواقعِ التواصل؟
لهذا تولَّدَ لديَّ سؤالٌ مهمٌ لماذا اعتدنا أن نقولَ ولا نعملُ بما نقول؟.. الجواب؛ افعلْ قبلَ أن تقول، فالأفعالُ هي التي تحكمُ من أنت؟؟
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى