احياء الذكرى الـ65 لمعركة باب البكوش 28 و 29 ماي 1958 بولاية تيسمسيلت

محمد غاني _ الان
اشرف الاثنين 29 ماي 2023 والي ولاية تيسمسلت السيد نحيلة لعرج و بحضور وزير المجاهدين و ذوي الحقوق السيد ربيقة العيد و السلطات الولائية المدنية و العسكرية و الامنية و الأسرة الثورية و الجمعيات الفاعلة في المجتمع المدني المهتمة بالتاريخ و جمع كبير من المواطنين على مراسم الاحتفالات المخلدة للذكرى 65 لمعركة باب البكوش الشهيرة ببلدية لرجام شمال غربي عاصمة الولاية تيسمسلت و التي جرت بمقبرة الشهداء بمنطقة باب البكوش التي تضم 1242 شهيدا حيث استهل الحفل التاريخي الكبير برفع العلم الوطني و الاستماع الى النشيد الرسمي ثم وضع اكليل من الزهور على النصب التذكاري و قراءة فاتحة الكتاب ترحما على ارواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف في هذه المعركة التي استمرت يومي 28 و 29 ماي 1958 و تقوم السلطات المعنية بإحياء ذكراها كل سنة .

بعد الانتهاء من  مراسم الاحتفال قام وزير المجاهدين و ذوي الحقوق بزيارة و تفقد اعدد من المشاريع التنموية الخاصة بقطاعه في ولاية تسيمسلت و المندرجة في اطار البرنامج التكميلي الذي اقره رئيس الجمهورية لها خاصة في شطره الخاص بصون الذاكرة الوطنية و كان لبلدية لرجام شرف الانطلاق بتدشين مقبرة الشهداء باب البكوش التي استفادت من عملية ترميم و تهيئة و توسيع علما بأن معركة باب البكوش منذ وقوعها و تحقيقها انتصارات اعترف بها العدو قبل الصديق و هي محل اهتمام المؤرخين و الهيئات المعنية و خير ما اطلعت عليه جريدة ” الان” حول حيثيات المعركة ما وجدته مودعا لدى الارشيف الخاص بالذاكرة الوطنية بخصوص تخليد الثورة التحريرية الكبرى منه ما يلي بعنوان ،،”معركة باب البكوش ” 28 و 29 ماي 1958 حيث حقق جيش التحرير الوطني عبر مراحل الثورة انتصارات عديدة ومستمرة كان لها تأثير كبير وواضح على الصعيد الداخلي والخارجي ، وتنوعت هذه الانتصارات بين معارك طويلة دامت عدة أيام ، وكمائن خاطفة ،وعمليات تصفية الخونة والمتعاونين مع الاستعمار ، وكانت معارك جيش التحرير قد عمت كل القطر الجزائري أظهر فيها قدراته القتالية خاصة في حرب العصابات التي تعتمد على حسن اختيار المكان والزمان والمباغتة والانسحاب في الوقت المناسب ، وتكاد أيام الثورة تكون معارك إذ عمت كل الولايات التاريخية الولاية الأولى والثانية والثالثةوالرابعة والخامسة والسادسة والمنطقتين الشرقية والغربية بالإضافة إلى ما كان يقوم به جيش التحرير الوطني من حرب عالية المستوى في التضحية والفداء واختراق السلكين الشائكين المكهربين على الحدود الشرقية والغربية ذهابا وإيابا ، وتعتبر منطقة باب البكوش الواقعة فــي سلسلة جبال الونشريس ببلدية لرجام ( سوق الحد سابقا ) في حدودبلدية لرجام مع ولايتي الشلف و غليزان على بعد مسافة حوالي (30) كلم وتعتبر من أهم وأشهر المناطق التي دحرت العدو الفرنسي عن ارض الوطن والتي كانت تنتمي إلى الولايةالرابعة ومن أشهر قادت الولاية الرابعة رابـــح بيطاط ، سويداني بوجمعة ، عمرأوعمران ، الصادق دهيليس ، امحمد بوقرة الذين قادوا معارك جيش التحرير في الولايةالرابعة وأثبتوا قدرتهم على التصدي للاستعمار في الريف والمدن أثناء حرب التحريروعرفت هذه الولاية بموقعها الإستراتيجي بحكم قربها من العاصمة وربطها بين مختلف الولايات الأخرى ، وكانت المعارك بها متواصلة عبر الجبال والمدن معا، ومن تلك المعارك نذكر معركة جبل بوزقزة ، معركة أولاد بوعشرة ، معركة أولاد سنان ، معركةالكاف الأخضر، معركة جبل باب البكوش 1958 ببلدية لرجام ولاية تيسمسيلت موضوع دراستنا وكان الجبل فيها يمتاز بارتفاعه الشديد فاتخذ منه المجاهدون حصنا لهم خاصةأنه كان قريبا من جبال الونشريس وجبال سيدي داود ، ففي نهاية ماي 1958 وقع تمشيط القوات الاستعمارية للناحية معتمدة على الطائرات الكشافة وبدأت المعركة يوم 24 ماي 1958 وقدرت القوات الاستعمارية بـ 8000 جندي تعززهم الطائرات المقاتلة والعموديةودامت المعركة 3 أيام وإنتهت بإنتصار المجاهدين والتي وقعت نهاية شهــر ماي مــن سنة 1958 ( وجـــود إختلاف فــي التاريــخ بالضبط مابين – 28 ، 29 و 30 ، 31 من شهرماي 1958 ) فحينما إنطلقت جيوش العدو الفرنسي من مدينة الأصنام الشلف حاليا ومن بعض المراكز الأخرى القريبة من منطقة الونشريس إذ كانت هذه الجيوش متكونة من عدة فيالق اتجهت نحو جبال الونشريس الشامخة والتي لم يدخلها العدو منذ بداية الثورة المباركةفي الأول من نوفمبر 1954 إذ قام العدو بمسح وتمشيط المنطقة مدججا بأنواع الأسلحةالعصرية في ذلك الوقت مثل طائرات ( b26) وطائرات الجاقوار وطائرات الاستكشاف والطائرات السريعة المقنبلة وطائرات الهليكوبتر والتي كانت تقلع من مراكز العدوالإستراتيجية القريبة والبعيدة للمشاركة في هذه المعركة الخالدة والتي كانت تغطي سماء جبال الونشريس كلها بضجيجها وقنابلها وأضوائها حتى وصل إلى منطقة باب البكوش ببلدية لرجام التى حدثت فيها المعركة الكبرى بالولاية الرابعة والتي دامت يومين كاملين ، وكـــان جيش التحرير الوطني قد شارك فــي هـــذه المعركة بالكتيبة ( الكريمية ) وعدة فصائل من المسبلين تحت قيادة سي أعمر من منطقة بوفاريك الذي إستشهدفي هذه المعركة​ مع نائبه سعد السعدي ( سي رشيد ) وفصيلة اخرى من الولاية الخامسة بقيادة سي طارق بالإضافة إلى مشاركة محمدبونعامة والذي شارك في عدة معارك ببلدية لرجام منها ، في مارس 1957 تصدي لفرقة الكومندو سي جمال بقيادته لهجوم قوات العدو الفرنسي بمنطقة سوق الحد لرجام حاليا ،وفي ماي 1957 مشاركته في معركة تحمامت قرب باب البكوش خسر فيها العدو 50 جنديا ودمرت له 06 شاحنات وفي مارس 1959 قيادته لمعركة بني زيتن ببلدية لرجام بجانب دوارالسحانين كما شارك وبفاعلية في معركة باب البكوش والذي رافقه فيها أيضا المجاهد المشهور أطال الله في عمره بحسن عمله خطيب حسان في هذه المعركة التي احتدمت جوا بالطائرات الحربية المقنبلة دون تفريق بين الجيش الفرنسي وجيش التحرير الوطني المبارك والذي التحم مع جيش العدو بالسلاح الأبيض فلم يعرف الجندي صاحبه لضراوة المعركة ، كما وضع لغم ثقيل في طريق العدو من طرف المجاهد القائد قدور سرباح والذي كان متوجها إلى ميدان المعركة فانفجر اللغم ودمر شاحنة فرنسية عن آخرها وقتل جميع ركابها عن بكرة أبائهم وتفرقت جثثهم على أغصان الأشجار أشلاء ، وامام الحصار الذي قاده العدو على المنطقة كان لابد من فتح جهة اخرى للحرب حتي يفك الخناق وبالفعل فعلتها كتيبة الحميدية بقيادة محمد الغول ( سي سليمان ) إذ وزعت هــذه الكتيبة قواتها عـلى خمـس مــراكــز للعــدو ( 1 – برج بونعامة ،2 – بعــلاس ، 3 – سيديعابد ، 4 – سوق الحد ، 5 – مركز الصار – تملاحت حاليا – ) وهذا كله من اجل فك الحصار المضروب على ناحية باب البكوش والونشريس وكانت نتائج هذا الهجوم جد إجابية على معنويات المجاهدين في عدة مناطق بالخصوص الناحية الرابعة ومن نتائج هذه المعركة فوز المجاهدين على العدو وبث الرعب والفزع والهلع بين صفوفه وعلى ذلك كانت خسائرالعدو الفرنسي في هذه المعركة ( 600) جندي قتيل من بينهم (33) ضابط برتب مختلفة ( 15 ) منهم مسجلون بوثيقة رسمية ببلدية لرجام ​
اما خسائر جيش التحرير فقد إستشهد منهم ثلاثمائة وستون بين أعضاء مجاهدين ومسبلين ومواطنين وكان المجاهدين من كتيبة الكريمية التابعة لجيش التحرير المبارك بالولاية الرابعة التاريخية
ومنذ الاستقلال سنة 1962 وأبناء الشعب الجزائري والأسرةالثورية يتذكرون هــذه المعركة في كل سنة ، كما انه في نهاية الثمانينات قامت بلدية لرجام ببناء مقبرة كبيرة بمكان معركة باب البكوش والتي تبعد مسافة ( 30) كلم عن بلديةلرجام وتم جمع رفات أكثر من 1240 شهيد بها بين جثث شهداء معلومي الأسماء وبعض الرفات المجهولة وهي أكبر مقبرة على مستوى الوطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى