سلسلة مغامرات العميد حمد الشميسي وفريقه الامني لغز اختفاء سعيد زهران

✍️فايل المطاعني

                       ” موت كريمة “

نظر سعيد زهران الى الوجوه واحد تلو الآخر، ولكن ظل مركز على وجه أبنته فاطمة التي أخذ يمسكها بقوة وكانه يخشى ان يفقدها، لم يكن ذلك رجل الاعمال الصارم المعتد بنفسه، بل كان الاب سعيد زهران، وأخذ ينظر الى الرجل الواقف يتحدث الى الحاضرين، ثم يشير اليه كل فينة واخري، ومن ناحية اخري، كان خالد ينظر الى والده ، وعلامات الحسرة، قد تسللت إلى وجه، وهو يستمع، الى سرد المقدم سالم هلال وكأنه كان حاضر عندما قرر أن ينفذ خطته وقال في سره: يا له من حظ سيئ، لقد كانت الخطة ناجحة لولا تدخل هؤلاء الملاعين وفقد أبي ذاكرته. وقف المقدم سالم هلال شارح الموقف قائلا: أيها الاخوة الجرائم انواع وطرق المجرمين مختلفة ومتعددة ولكن أجهزة الشرطة وبفضل من الله تتصدى لهؤلاء المجرمون، ولن نسمح لهم أبدآ بالفساد، وبالتالي خطتنا كانت،منع بث اي معلومة قد يستفيد منها المجرم، وكان الشك في الابن خالد . لذلك طلبت من احد مدراء البنوك تقرير عن الوضع المالي لشركات زهران وابنه و قام مشكور، بالاتصال بأحد مدراء شركات التأمين. وكانت المفاجأة ورقة تأمين على حياة رجل الاعمال سعيد زهران التي فتحت أعيننا وجلعتنا نغير تفكيرنا بمائة وثمانون درجة مئوية، وعرفنا أن مبلغ التأمين ضخم جدا يسيل له اللعاب وقدرنا انهم بكل طريقة سوف يحاولون الحصول على هذا المبلغ الضخم خصوصا أن وضع الشركة المتدهور، فبادرنا بمنع دفن سعيد زهران ومنع اصدار تصريح أو شهادة وفاة، مما جعل ابنه في حيرة من أمره ماذا يفعل. لم يكن لديه حل؟ الحل الوحيد الذي لديه أموال والده التي بالخارج. فذهب الى مكتب والده وأخرج الاوراق السرية من الصورة الموضوعة في صدر المكتب.ومن سوء حظه لم يكن منتبه أن كاميرات المراقبة التي هو وضعها كانت له بالمرصاد!؟
فكان قرار الهروب خارج البلد بما يحمل من سيولة، وايضا الأرقام السرية للاموال التي بالخارج الضخمة التي بالخارج ، التي اخذها من مكتب والده دون وجه حق و خصوصآ ان الضربة القاضية له هي فقدان والده ذاكرته، وقد كان ذكيآ حيث لم يصرح انه سيسافر مباشرة الى اوربا بل عمل حركة التفاف،كان ينوي الهرب الى امارة دبي ومن هناك الى ايطاليا وتحديد جزيرة سردينيا حيث له منزل هناك. ولا توجد بيننا وبين الطليان تبادل مجرمين ومن هناك سيذهب إلى سويسرا حيث سيأخذ اموال والده ويعيش متنقل بين تلك الدول. هذه كانت خطة خالد سعيد.
و يبدو أن والده، قد احتياط أو ربما صحوت ضمير، فقد غير وصيته في أخر لحظة، ومنح أبنته ملكية المستشفي الخاص الذي يملكه وايضا عقارات، هنا في السلطنة وفي اوربا .وسكت المقدم سالم برهة ثم قال يبدو أن هناك مفاجأة تنتظرك اخ خالد ،خالد لا يبدو حراك فقط ينظر إلى المقدم سالم ولكن المقدم سالم قطع عليه سكوته بأن قال له: تدري ان لديك اخ توئم، خالد بدأت عليه علامات الاستغراب، ولكن المقدم سالم اكمل :نعم اخ توئم ولكن للاسف والدك لم يعترف به ،بل نكره وحجزه هنا في هذا البيت القديم .ولكن من حسن الحظ أنه أتي له بأساتذة لكي يتعلم، وفعلا تعلم ودخل كلية التجارة ولكن ليس لأنه ابن رجل الأعمال سعيد زهران ،سكت المقدم سالم وهو ينظر الى فاطمة التي شهقت من المفاجأة وهي تري شخص نسخة طبق الأصل من خالد ولكنه مقعد يستخدم الكرسي المتحرك. وهنا نظر خالد الى والده ،نظرة فيها من الندم الشي الكثير،ووجه المقدم سالم حديثه الى خالد قائلا له : خالد في الأوراق التي لدي المحامي كتب والدك ربع الأملاك التي بالخارج لاخيك مروان. مروان سعيد زهران وايضا لابنته فاطمة ربما صحا ضميره أو ما السالفة لا اعلم واقترب المقدم سالم من خالد وقال له هامسا: ما كان له داعي تطلق الرصاص على عامر سالمين لان الرجل قد توفي من تأثره بالحادث فهو مريض بالقلب، وهذا ما قاله الاخوة الاطباء حين تشريح الجثة، و بإطلاق النار على عامر سالمين ايضا فتحت اعين الشرطة، و لولا هذه الحركة لكنت الان تنعم بأموال اباك والمساهمين والعملاء والبنوك ومعهما اموال تأمين والدك.ولكنك استهترت بنا، فتعاملنا معك بالمعاملة التي تستحقها.والان كلامي موجه للدكتور عدلي بالنسبة لحالة سعيد زهران، ممكن تلخص لنا ماذا حدث له بالضبط؟
الدكتور عدلي:أن شاء الله نحن كأطباء علم نفس نسميها حالة ارتداد للماضي.لكي اشرح هذه الحالة و بشكل مبسط باقول : كل واحد فينا الله عزوجل خلقه ويحمل في جوفه بذرة الخير وايضا بذرة الشر، هنا النفس البشرية وما يكمن فيها من حب الخير او الميل للشر. ومثل ما قال الله سبحانه وتعالى كل نفس بما كسبت رهينة. والذي حصل مع سعيد هو التالي، فقدان ذاكرة مرحلي، بمعني هو من داخله ليس راضي عن سعيد زهران المتسلط ، وعاوز يطلع من جلباب رجل الأعمال سعيد زهران ويلبس جلباب أوسع شويه ، اسف قلتها باللهجة المصرية عشان اوصل المعلومة بسرعة وضحك الجميع.واضاف الدكتور عدلي فعمل ايه عقله الباطني؟ استدعي سعيد زهران بتاع زمان.اللى فيه الخير كان مسيطر ففرغ الشحنة بتاعت الشر وحولها الى بذرة خير.عشان كده اول ما تحرر من شخصيته المتسلطة القوية راح لبيته القديم،و الحارة القديمة وأشار بيده إلى ابن سعيد زهران مروان ،واضاف ورجع إلى ابنه ده عشان كده هو مش مختفي لا هو رجع لنفسه لقي نفسه،اللى بيدور عليها بس هي ده كل الحكاية..وبالتالي اللى شايفنه حضراتكم سعيد زهران تاني خلاص.. المقدم سالم : شكرآ دكتور على الاسهاب وتحليل المنطقي . واللهجة المصرية الجميلة الحين اخ خالد انت متهم بتظليل العدالة واعاقة مجري التحقيق ومحاولة قتل عامر سالمين وهذه أنقذتك من حبل المشنقة كونه ميت أساسا ولكن حيازة سلاح واطلاق رصاص بهدف تظليل العدالة هذه تهم ليست بسيطة وايضا اخفاء أدلة والتحايل على شركات التأمين بدون وجه حق. على العموم.سوف تصدر لائحة بتهم الموجه اليك. اما والدك سقطت عنه تهمة الشروع في قتل عامر سالمين لانه لم يكن لديه علم وهذه التهمة الوحيدة الجنائية اما تهم التحايل فهي لم تقع كونه لم يكن طرف فيها بل كان مجني عليه ★★★★★ وفاة كريمة ظلت كريمة صامتة لا تتحدث فقط تنظر إلى البحر ودموعها تتساقط مثل زاخات المطر ،وهي ممسكة وبقوة على مقبض الكرسي،وشريط ذكرياتها مع حب عمرها ابن خالتها الدكتور صبري، ورجعت الذكريات تؤرقها وكلمات صبري كالخنجر يدمي قلبها وكريمة تنبش الماضي ولا تريد أن تغادره تذكرت وجه صبري وبكاءه أمامها و هو يقول لها صبري : لا تذهبي الى خارج مصر، لن يحبك احد اكثر مما احببتك ارجوك يا كريمة فكري قليلا،سوف نبني حياتنا هنا، ونموت هنا ،اعدك أن تكوني اول واخر حب في حياتي ، ونظرت الى البحر وكأنه صبري يناديها. واخذت تنادي بصوت عالي :صبري سوف أتي معك انتظرني ،انتظرني ،انا قادمة وخيل إليها انها تسمع صبري يقول لها :اين ستجدي مياه صافية مثل مياه الإسكندرية وبحرها واخذت تردد اغنية كارم محمود الشهيرة بين شطين ومياه عشقتهم عينيه بين شطين وميه يا غالين عليه يا اهل اسكندرية ونهضت من الكرسي وبكت كريمة بكاء مريرا، وبدون أن تدري اخذت تضرب رأسها بالسياج الفاصل بين البلكونة والبحر وفجأة توقف قلبها وهي تقول :انا اسفه يا صبري انا اسفه يا ليتني سمعت كلامك .. وسقطت ميتة …. يتبع (عمدة الادب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى