سلسلة مغامرات العميد حمد وفريقه الامني
✍️فايل المطاعني
” الفصل الثاني عشر “
الزوجة الثانية
نظرت السيدة كريمة الى سقف غرفتها الملون باللون الازرق الذي يحاكي البحر في زرقته فنهضت من فراشها وتقدمت خطوات نحو النافذة,وفتحت النافذة لكي تلسعها رطوبة مسقط خاصة في فصل الصيف المرتفع الحرارة نظرت إلى البحر بعمق،وكان بحر مسقط هادئ جدا،جلست مبتسمة وكأنها ليست في حالة عزاء، وعزاء من ؟ عزاء سعيد زهران زوجها،و استرسلت في النظر وكأن أمامها لوحة فنية رسمها فنان مبدع.لا يتحرك فيها شي ،سوي انفاس تذهب وتأتي انفاس اخري، واخذت الدموع طريقها إلى وجهها ولم تستطيع كتم مشاعرها ولا دموعها توقفت! فانهارت وبكت بكاء شديد فقد مر عليها طائف الذكريات. ولم تكن الذكريات الا نوع من الكوابيس التي تأتي للنائم أما كريمة فهذه الكوابيس ظلت مستمرة خمسة وعشرون سنة هي عمر زواجها من سعيد مهران،وتذكرت حبيب عمرها صبري ادهم وحينها قالت:يا ليتني سمعت كلامك،يا ليتني سمعت كلامك، وضربت بيدها الكرسي قائلة:خمسة وعشرون سنة من الذل والقهر وضربت مقبض الكرسي وبشكل مستمر،وهي تقول :يا ليت العمر يرجع ثانية، كنت اقبل قدم حبيبي صبري واقول له : خذني معك الى اي مكان انت موجود فيه ،وسقطت دمعة كبيرة،شعرت بعدها بالسعادة ،قد حدثت نفسها بما كان يجب أن تقوله منذ خمسة وعشرون سنة،وقالت بعدها محدثة البحر كريمة: زواجي من سعيد كان غلطة عمري،لقد اكتشفت انها زير نساء★ عنده حب التملك وتذكرت زوجة سعيد الأولي ام ابنه خالد الله يرحمها قالتها عدة مرات الله يرحمها وهي تحذرها من سعيد و ابتسمت وهي تقول: وانا على بالي انها غيرة من زوجة جاءت إليها ضرة على حين غفلة،ولكن للاسف كلامها صحيح، سعيد اناني جبار متكبر، لا يكفي أنني انجبت له ابنة مثل القمر،لم يكتفي بذلك ولم يراعي عمره الكبير،لقد قهرني وتزوج فتاة بعمر ابنه خالد. وبكت وهي تقبض على مقبض الكرسي بقوة وتصرخ :لقد قهرني وجعلني اكتوى بنار الغيرة. ★★ استبد القلق والخوف برجل الأعمال خالد زهران، وأخذ يفكر وهو في طريقه الى يخته المسمي ( لبني ) قائلا: ما الحكاية لماذا الشرطة طلبت عينة من دمي وشعر بالقلق وهو يقول :اذا الشرطة دست أنفها في قضية مستحيل تتركها، مستحيل ،وفجأة سيطر الخوف عليه وقال:لا مستحيل مستحيل …..مصيبة لو علمت بما حصل مصيبة وأخذ يردد كلمة مصيبة،اذا لابد أن نسرع قبل أن تكتشف الشرطة أصل الحكاية. اتصل خالد زهران بزوجة أبيه الثانية قائلا لها خالد :أهلا ليلي، طمنيني الوالد بخير وسكت قليلا ثم أضاف كوني مستعدة سوف نغادر السلطنة غدا الفجر ، يجب أن نسرع فلا اعلم ما سوف تبديه لنا الايام القادمة من مصاعب …..ليلي: مرحبا وسهلا نعم الأمور بخير. خالد :إذن انتظري مكالمة مني في أي وقت لا داعي لإحضار حقائب معك الأكيد أن الشرطة تراقبنا الافضل ان نكون حريصين جدا مع السلامة ليلي :حسنا سوف احمل ما خف وزنه وغلا ثمنه فقط خالد :جيد جدا واضاف احرصي على صحة الوالد،نريد أن نخرج من عمان بسلام.من حسن الحظ أن المسافة ليست بعيدة،يمكن أن اقطعها في ربع ساعة، هكذا قال خالد لنفسه وهو يقود سيارته ذاهب الى الشركة ورغم أنه يوم جمعة وإجازة،وصل إلى الشركة ودخل مكتبه مسرع ،كان مكتب خالد في الطابق السابع ،فالشركة مكونة من عدة طوابق آخرها طابق الإدارة والموارد البشرية، وكان مكتبه مطل على الشارع البحري(الكورنيش) مباشرة، مكتب لا تري فيه الفخامة المعهودة، مكتب عصري جدا يشبه خليه النحل في تصميمة،يدل على روح الشباب التي تدير هذه الشركة العملاقة، لا يوجد جدران فقط ممرات ويفصل بينها، ألواح خشبية منزوعة الابواب ،وكل الكراسي متشابهة، وفي الوسط طاولة مستديرة توجد عليها مجموعة كراسي علق على إحدى أطرافها كلمة رئيس مجلس الإدارة،تلك طاولة الاجتماعات،ولكن المثير للاهتمام تلك الصورةالمتوسطة الحجم، التي علقت على صدر المكتب، ولا نعلم كيف علقت وما المادة التي جعلتها ثابتة هكذا ،على الرغم من عدم وجود ابواب ولا جدران، لقد كانت الصورة ملفتة للنظر ،صورة رئيس مجلس الإدارة سعيد زهران ! اتجه خالد ناحية صورة والده وتحسس اسفل الإطار الخارجي حتي استقرت يده على نار بارز فقام بالضغط عليه، فظهرت فتحة تكفي لإدخال إصبعين ،واخرج اوراق ملفوفة وبشكل دائري،مربوطة بعناية بخيط احمر قاني،وبعدها احكم اغلاق الفتحة وخرج مسرع ،بعد أن أعطي الحارس عشرون ريالا عماني★ مكافئة على وجوده على رأس عمله في حين أن الأغلبية في إجازة وبعد أن خرج ذهب إلى يخته ( لبني )ليرتب أمر رحيله من عمان إلى إيطاليا في اسرع وقت. يتبع (عمدة الادب) ★زير نساء : يتزوج كثيرا ★ عشرون ريال : خمسون دولار امريكي