الأديبة سليمة الراشدية و بساطها الابيض

الأديبة سليمة الراشدية و بساطها الابيض

أدار الحوار الكاتب فايل المطاعني …

.عندما تلتقي مع كاتب أو كاتبة فأنت تعد الاسئلة في مجال تخصص ذلك الكاتب ولكن عندما تلتقي مع شاعرة وايضا كاتبة فهنا المعضلة. الأكيد انك سوف تفكر في نوعية الاسئلة التي سوف تحاور بها تلك الشخصية وايضا يجب أن تكون ملم بالنصوص الشعرية لكي تقارع ضيفك الحجة بالحجة. شخصية اليوم بالفعل مميزة وتعتبر واحدة من أبرز الشاعرات وايضا الكاتبات العمانيات في الوقت الحالي ..لقاءنا اليوم مع الشاعرة الأديبة سليمة بنت حميد الراشدية .اهلا بك أستاذة سليمة في هذه الدردشة السريعة ..اولا وقبل كل شي يريد القارئ العربي أن يعرف من هي سليمة الراشدية ؟. ج_١
سليمة بنت حميد الراشدية .. خريجة جامعية من كلية العلوم الصحية بدولة الكويت تخصص سجلات طبية والآن أشغل وظيفة فنية سجلات طبية أول بمحافظة الشرقية جنوب، شاعرة منذ طفولتي المبكرة وأول قصيدة أنشدتها كانت عن أمي في الصف الثاني الابتدائي، بدأتُ ندامتي مع كؤوس الروايات منذ الصف الخامس الابتدائي وكنت أسرد الحكايا مع نفسي قبل النوم وعندما أمارس رياضة المشي، بدأت كتابتها بشكل فعلي في عام 2019 والتي كانت تتمثل في رواية البساط الأبيض. س٢ _ انا اخترت عنوان سليمة الراشدية وبساطها الابيض مما يوحي للقارئ بأني سوف اخصص الجزء الأكبر من المقابلة للحديث عن روايتك الأخيرة البساط الابيض ولكن الحقيقة أن الشاعرة الأديبة سليمة لديها مخزون جميل من الروايات والتي سوف نتناول بعض من تلك الروايات مع روايتك الجديدة البساط الابيض بداية لماذا اختارت الاستاذة سليمة هذا العنوان البساط الابيض؟. ج_٢
أمنية على البساط الأبيض نتمنى أن تتحسن بعض المعتقدات السائدة في المجتمع وترى مخمل النور يتخلل تلك العقول المتحجرة؛ لتبتهج الأرواح في بساط السلام بعيدا عن الكبت في دهاليز الماضي. س٣_ ممكن أستاذة أن تعرفي القارئ العربي عن هذه الرواية البساط الابيض واعتقد انها رواية حديثة لك ،وطبعا انا قرات هذه الرواية الجميلة وشاهدت ردود جميلة عن قراء لتلك للرواية ومنهم عرب رغم أن الرواية تكاد تكون محلية الطابع فماذا تريد سليمة أن تقول للمجتمع من خلال تلك الرواية الجميلة ؟ ج_٣
رغبتي الجامحة في انتشار الخير في كل مجتمع، وتسليط الضوء على العقل؛ لحلحلة القضايا الشائكة التي عتى عليها الدهر وتمكين الخير أن يعلو على الجانب المظلم في كل حيز من حياتنا اليومية. س٤_ الجيل الحالي أو الجيل الشاب من الكتاب العمانيون الحقيقة تميزوا على الساحة العربية وهذا دليل على اهتمام السلطنة بالمثقف العماني فهل من كلمة كلمة قصيرة تقوليها لزملائك الكتاب وهل نقدر نقول اننا في العصر الذهبي للثقافة العمانية مع إحراز العديد من الكتاب العمانيون والشعراء لجوائز مرموقة عربيا ؟ ج٤
أمانةً لا أخفيكم مدى سعادتي للرقي الثقافي والمعرفي الذي تأصّل في الجذور العمانية منذ الحقب البعيدة، فقد كانت عمان وما زالت مرفأ للعلم والمعرفة، فلا ريب في ذلك بأن نرى شبابنا اليوم يعزفون على قيثارة الأمل وينافسون بني قومهم في كل محفل خليجي سواء كان أو عربي. س٥_ نأتي للشعر في حياة الشاعرة سليمة وعندي سؤال لو سمحتي هل استطيع القول بأن الكتابة سحبت البساط عن الشعر لدي سليمة فأنا اراك مجتهدة جدا في كتابة الروايات ولكن مقلة جدا في كتابة الشعر وهل استطيع أن ككاتب أن أكون أيضا شاعر ولا هناك طقوس لابد أن أمر بها لكي اكون شاعر متميز مثلك ؟. ج_٥
أبدا لم ولن أتخلى عن قالب الشعر تحت أي ظرفٍ كان، فهو المتنفّس الذي أصبّ فيه ما ينتشي القلب من مشاعر جيّاشة. بلا شك تستطيع أن تكون شاعرا فذّا، فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه .. فإنني ما زلت في باكورة طور نمو القريحة الشعرية .. وأنتم كذلك يا من تملكون الموهبة الشعرية أو الحس المرهف بأن تتعمّقوا في دراسة الشعر والغوص في بحوره المختلفة بما يلائم الجرس الموسيقي الذي يتولّد لدى ذائقتكم الشعرية. س٦_ الحقيقة أن رواية عذراء انجولا رواية سابقة للكاتبة سليمة انا شخصيا اعتبرها من اجمل الروايات التي قراءتها في عام 2022 فهل لديك نية لتكرار نفس التجربة والتغريد خارج الوطن وهل واجهتي صعوبة وانت تكتبي عن المجتمع الافريقي المختلف تمام عن مجتمعنا العربي والخليجي. ج_ ٦
بإذن الله نعم أرغب في مواصلة الكتابة عن المجتمع الإفريقي الجميل، فإنني أشعر بأنني أملك أرض خيالية خصبة وتبهرني الحضارة الإفريقية، كأنني عشتُ بينهم ذات يوم، فإنني لا أخفيكم أشعر بلسعات حنين بين الحين والآخر لأكمل ثلاثية إفريقية قادمة بإذن الله. س٧_ كل كاتب في بداية حياته تأثر بكاتب معين قبل أن يحلق في سماء الابداع بمفردة فبمن تأثرت الكاتبة والشاعرة سليمة أو لنقل لمن تقرأ الكاتبة سليمة بين قوسين هل تقرئي للكاتب فايل المطاعني مثلا قلتها مازح؟ ج_ ٧
أمانةً، بدأت كتابة رواية عذراء أنجولا بعد أن تركت كتابة رواية البساط الأبيض جانبا، وسرقتني الأرضية الخصبة إلى الآفاق الإفريقية دون ضجر، فإنني في تلك الأثناء ولا قبلها قد قرأت لأحدٍ ما حتى أتأثر بكتاباته، لكنني بدأت القراءة الفعلية في 2022 وبالضبط في شهر مايو، فإنه أول كتاب أسرني طبعا بعد القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة رواية ظل الريح للكاتب الإسباني كارلوس زافون، فقد سرقتني هذه الرواية إلى يومنا هذا وواصلت بعدها لأقرأ للكاتب نفسه فقرأتُ روايات (مقبرة الكتب المنسيّة).
بلا شك قرأت للكاتب العماني فايل المطاعني مجموعة قصصية المعنونة جريمة على شاطئ العشّاق؛ فكانت من أجمل ما قرأت للكاتب. س٨_ اكيد كل كاتب وله معجبيه فهل هناك لقب أطلق عليك فأحببت ذلك اللقب فصار يرافقك خلال مشوارك الكتابي ؟ ج_٨ 8
(شاعرة عمان وقابوس) أطلقه عليّ أحد موظفي السفارة العمانية بدولة الكويت الشقيقة، فأحببت هذا اللقب.
وأيضا نلتُ لقب (شاعرة الطبيعة) بعد صدور رواية عذراء أنجولا. س٩_ الملاحظ انك غزيرة الإنتاج الأدبي وهذا شي جيد للكاتب انا الحقيقية اغبطك عليه ولكن من جهة أخري ليس فيه هضم لقصصك السابقة بمعني اليوم اصدرتي رواية بعدها بشهرين تنزل رواية اخري اعتقد هذا سوف يربك القارئ ولا لديك تفسير آخر للامر؟ ج_٩
بالفعل، كلامك في محله، لكنني الآن أنعم بنعمة الفراغ، فتجد جُلّ وقتي في عالم الكتابة التي تأسرني كثيرا، وكذلك أصرفه في القراءة، بالنسبة للإصدارات المتوالية في العام الواحد برأيي المتواضع لا تؤثر على قيمة الإصدارات، فلكلّ رواية عشّاقها ومتذوقيها، فحتما ستجد من يعشق عالم دون غيره، فهناك عوالم كثيرة تسبح في تياراتها الرواية العصرية منها ما يعالج قضايا ومنها ما يناطح الخيال العلمي في تطوراته المشهودة والملموسة في العالم من حولنا. س١٠_ هل هناك فرق بين ادب الرجل وأدب المرأة ؟ ج١٠ _
ليس هناك فرق بين أدب الرجل والمرأة، ولكن هناك دوافع مؤثرة في تطريز الأدب الصادر من عمق الكاتب نفسه، فمنهم من تدفعه غريزته الفطرية للكتابة حول أمر ما، ومنهم من يتأثر بالحنين إلى فضاءات الماضي الجميل، ومنهم من يعشق الترحال والاستكشاف إلى عوالمٍ أخرى بعيدا عن الوطن الأم، والبعض تجده يتأثر بموقفٍ عابرٍ مرّ من أمامه وتركه ندبةً حفرت في مخزون ذاكرته حتى سالت دموع حبره وتكدّست في الأوراق التي تلاعب بها الريح وبعثرها في كل مكان. س ١١_ سؤال اخير هل حققت سليمة كل أحلامها حيث أصبحت شاعرة من الطراز الرفيع ؟. ج١١_
أمانةً لا أخفيكم آفاق طموحي، فإنني أطمح بأن تطأ أقدام كتاباتي جميع أرجاء الوطن العربي الأبي، وأكون متواجدة في كل بيت عربي، وأن أكون شخصية مؤثرة بالخير دوما. كل الامنيات الطيبة للزميلة الشاعرة سليمة الراشدية التوفيق في حياتها العلمية والثقافية كاتبة وشاعرة متميزة ونجمة من نجوم بلادنا الحبيبة عمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى