أوراق من حياتي

يسطر الكاتب أحمد عوض القرني بحروف مضيئة خبرة جديدة لكل متوشح بالعلم ليستفيد منها كل مُعلم فيمد أولاده بأوراق القرني المميزة، وها هو يعبر بمشاعر نبيلة في أولى ورقاته، عن مامر به.

“أورق من حياتي”

في هذه السلسة من المقالات أحاول أن أنقل للقارئ الكريم خبرات ثلاثين سنة قضيتها في تعليم الصف الأول ليكون فيها بإذن الله الفائدة لإخواني المعلمين وأسأل الله العلي العظيم أن تكون جميع أعمالي خالصة لوجهه الكريم

الورقة الأولى

نشأت وترعرت في حي الثقافة بالطائف ودرست المرحلة الابتدائية في مدرسة الثقافة ثم درست المرحلة المتوسطة في مدرسة أبي محجن الثقفي ثم الثانوية في ثانوية هوازن ثم درست بكلية المعلمين وتخرجت عام ١٤١٥ هـ وتم توجيهي لإدارة تعليم الليث في بداية شهر جمادى الثاني من عام ١٤١٥ هـ وذهبت مع والدي رحمه الله لمدينة الليث وكانت مدينة الليث صغيرة ووجدنا استراحة النخيل وهي عبارة عن مقهى شعبي ومطعم وبها غرف للإيجار بالساعة وكانت قيمة الساعة بعشرة ريال وكان أغلب المعلمين يستأجرها ليقضي بها كم ساعة ثم يذهب لدوامه اليوم التالي وسأل والدي رحمه الله عامل المقهى هل فيه طريقة أخرى قال نعم نسلمه فراش بخمسة ريال وبعد صلاة المغرب حان وقت الفراق ليعود والدي رحمه الله وغفر له لاسرتي بالطائف وكانت المرة الأولى التي نتفارق فيها فنزلت دمعة والدي رحمه الله وعندما رأيت دموعه لم أتمالك نفسي واجهشت بالبكاء ولكن تماسكت وطمأنته بأنني في أمان وسوف اراجع اليوم التالي ادارة تعليم الليث وأن كل شي سيكون على ما يرام فودعني وقال لي سأعطيك السيارة لتتواصل بها قلت له ما يحتاج كل الأماكن قريبة ولله الحمد

فترك معي خمسمائة ريال وذهب وبعدها توجهت لأحد زوايا المقهى واتذكر الوالد وتتساقط دموعي لفراقي له للمرة الأولى في حياتي.

وباقي لنا أورق أخري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى