” محنة أبوصابر “!!
يكنى الحمار أجلكم الله بـ (أبوصابر)، دلالة على قدرة تحمله للأعمال الشاقة. فهو مطيع وأنيس وصابر على الأذى والبلوى دون أن يبدي امتعاضاً. ولقد ورد ذكره في القرآن الكريم خمسة مرات.
وكلمة الجحش في اللغة العربية تعني العنيد، ويُسمِّي صغير الحمار بين الناس ” شعبيا ” بـ (الكر). والأولاد في أزقتنا القديمة إذا أرادوا استثارة حمار رددوا على أذنيه الطويلتين كلمة ” زعـرّ ” عدة مرات فينهق ويركل، ويبدو إنها كلمة تثيره!. أما أنثى الحمار فتُسمَّى بالأتان، ووليده يُلقَّب بالجحش.
لقد درجت ثقافات العالم على نعت الغبي بالحمار، مع أنَّ الحمار حيوان ذكي. فهو يحفظ الطريق من أول مرة، وقيل فيه شعر:
قومٌ إذا شُبّه الحمار بِهم / قال: لِمَ بِهم أُظلمُ. فهو يشتكي من سوء التشبيه بالناس. ومن ذكاء الحمار أنَّه يأكل من الأعشاب والنباتات، فإذا قرب من شجرة التبغ أبى ولم يأكل منها.(١)
في الأخبار أن هناك من زاد من ظلم واضطهاد ومحنة هذا المخلوق، فقام بذبحه وتقديمه كوجبات طعام في المطاعم (تكة وكباب)، كما حصل في مايسمى بـ مطعم (الحجي). وماشاء الله (حجة مباركة) !!. ولاأعلم اين دور الجهات الرقابية الصحية التي يؤتمن الناس على حياتهم بها؟!.
سبحان الله، هذا (الزمال)، كما يطلق عليه باللهجة العراقية الدارجة، يقدم كل الخدمات دون كلل أو ملل أوتكلفه لبني البشر، ويكتفي بتناول مامتاح، وليس(دلفري) أو وجبات (مسلفنة)مستوردة بالعملة الصعبة،ومع هذا يعذب ويهان حتى وصل الحال الى ذبحه !!.
بربكم هل تناهى الى أسماعكم يوما ، ان هذا المسكين المغلوب على أمره سرق او اختلس أو قتل أو خطف أو خان فصيلته وجنسه، كما يخون الوطن من جعلهم الله في أحسن تقويم وأنعم عليهم بالعقل والمكانة والتفكير. ولو قدر الله وأصبح بمقدور الانسان أن يتخير بين ان يكون عميلا ذليلا للأجنبي أو حمارا، فاني أعتقد ان من الشرف له ان يكون حمارا ، يشهد التأريخ بتفانيه وتواضعه وخدمته للانسانية ، خير من أن يُشهد له كما يُشهد لابي رغال!!.
الحديث يطول لكن تضامنا مع الحمير “الشرفاء” نقول فيهم :
” لوكان الجزاء بقدر التعب ، لنام الحمار على سرير من ذهب” !!.” وقال حمار للأسد : لماذا أنا الذي أساعدهم وأحمل عنهم الأثقال، واذا أهانوا شخصا وصفوه بالحمار، وأنت ياأسد تأكلهم وتقتلهم، وتثبت الرعب في قلوبهم، ويمدحون الغيرة بك فرد عليه : لأن البشر ناكرين للجميل” !!.
١- بتصرف وتعريق، الحمار..صابر ياأبوصابر ، https://almsbah.0wn0.com/t2526-topic، ١٠-١٠-٢٠٠٦