شذا الوجدان
✍🏻/ علي الخبراني :-
يَجُـولُ الفِكْـرُ مُلْتَمِسـاً رضاها
ويأبى القلبُ أن يرضى سِواها
أراها فـي المنام تذوبُ شوقاً
وأصحو فـي الحقيقة لا أراها
بأحلامـي تُشَـارِكُنـي وِسـادي
وتَسقيني المَراشِفُ من حلاها
تُسـامِرُ بالمحبـة نبـض قلبـي
وتَحْـرِمٌنـي نـهـاراً مـن نَـدَاها
تُسـائِلُها دُمـوعُ العيـنِ عَطْفاً
بـأشــواقٍ لها بـلـغـت مـداها
ويدعوها الجمالُ إلى التَّعالي
وذاتُ الحُسْنِ يَشْقى مُبْتَلاها
فلا بالوصل ترحم مَنْ أصابت
ولا بالقـول تَـرْوي مَنْ سَـقاها
تَـراها فـي العِـنـادِ لها فُنـونٌ
من الياقوتِ أصْلَبُ أَصْغَراها
أضـافَتْ بَعْضَـها للمـاس إِرْثـاً
فَقَـارَبَـها صِـفَـاتـاً واحْـتَـذاها
ولا والله مـا فـي الكـون أغلى
وأبهى من ملاكي في ضُحاها
إذا قالت صـباحُ الخـيـر يـوماً
بَلَغْـتُ مِـنَ السـعادة مُنتهاها
وفـي غـيبـاتها نــارُ إشـتياقـي
ضُلوعُ الصَّدْرِ ذابتْ مِن لَظاها
بِها دون النسـاء كتبت شـعري
وهل تَحْلو المشاعِرُ في سِوَاها
أذوبُ صـبابـةً فـيـهـا فـتـأتـي
حُرُوفـي كـي تُسَبِّح مَن بَراها
تسـامت كـونـها مـن بيـت عِـزٍ
عَقِيـدَةُ قـومها شَـرَفـاً وَجَـاهـا
وفاقت بالجمال على اللَّوَاتـي
سَعَيْنَ إلى الكمال على خطاها
ولو من حُسْنها سَمَحَتْ بِعُشْرٍ
لِكُـلِّ قَـبـيـحَـةٍ وَجْـهْـاً كَـفَـاهـا
فـريـدةُ عصـرهـا كـرمـاً وجُـوداً
وتَـفْـتَـرِشُ الثُّـريـَّا فـي سـماها
وأكْـثَـرُ مَـنْ بهـذا الـكَـوْن بُـخْـلاً
وِدادي بِـالـوِصـال وَلَـثْـمِ فـاهـا
كَأنَّ العِشَقَ في قاموس شَهْدِي
مُحَـالٌ ليـس يَنْـبُتُ فـي رُباها
ورَغْمَ صُـدودها ما زِلْتُ أسْعى
لِـيَـأْتينـي بِـوِجْـدانـي شَـذَاها
وأبْـقـى مـا حَيِيْتُ أهيـمُ وَجْـداً
أُرَدِّدُ مـا بِـهِ شِـعْـري أبْـتَـدَاهـا
يَجُـولُ الفِكْـرِ مُلْتَمِسـاً رضاها
ويأبى القلبُ أن يرضى سِواها