قراءة في قصيدة : ” ماني شاعر “

للشاعر الشعبي بلخير غلال

بقلم الأستاذة : فاطمة مسعود جبارة 

.

قصيدة  اليوم فهي كما عودناكم شعبية بإمتياز و أدبية خصت الشعر الشعبي الملحون الجزائري
شاعر فحل آخر تحضرني قصيدته اليوم ينحدر من ولاية تيارت عرف بكتابة الشعر الشعبي
ابن مدينة الشعراء وأهل التراث والأصالة.
لنجول عبر أبيات قصيدة له اخترناها انموذجا للتحليل معنا وزنا وميزانا من ناحية ادبية
بلغة قوية المعنى ماتعة ومفردات متداولة وعبارات سلسة سهلة الفهم نسج الشاعر بلخير غلال نصه الشعري بحرف روي مزدوج هو حرف الهاء ميز الجانب الشكلي للنص عبر السطر الأول لكل بيت وحرف التاء بالسطر الثاني (تماهي .جات .اتجاهي .نفحات .نضاهي .الهي .فكاهي .ذات تنزاهي .ملاهي .مشكاة .باهي )
فعبر هذا الأخير عن نمط الكتابة لديه وعن مدى أهمية نظم الشعر عنده مبينا أنه لا يكتب للإفتخار أو شعره ليس مناسباتي أو بغرض التكسب بل هو موهبة فطرية لديه بين الحين والاخر تجول بخاطره فتحركه روح الكتابة
فيقول عن ذلك بالنص:
(ماني شاعر بالتماهي)
نكتب حرفي كيما جات )
الشعر نقولو نفحات
لا طامع منو نقتات(لا يعتمد عليه للتكسب )
فرمز له بصورة شعرية ايحائية خدمت المعنى ذات معنى قوي بألفاظ متينة على لسان ساخر لكنه يحمل في طياته هدف ومغزى عميق ويوجه به رسائل وشفرات
فيقول :
شعري فلمبنى فكاهي
والمغزى أف وتنهات
يحتوي البيت معاني توقظ الذات وتحي الفكر لدى الغافل فيقول ايضا
في شعري صرخة للساهي
واللي تايه في سبات
تحمل دلالات عميقة المعنى حين رمز بالسبا ت العميق فيؤثر شعره ف الاخر ولو كان في سبات
مما يدل على ميزة الشعر عنده ذو اثر بليغ وهادف له غايات ايجابية واعية يحوي معاني نظيفة ان صح القول بعكس المتداولة ف الاغاني المعاصر ة مجرد كلام لا نفع منه فيقول
ما غناوه فلملاهي
دلالة على الالفاظ السوقية الفاحشة التي كثرت
وما رقصو عليه لخالات (ليس للحفلات الانية وبلا فائدة عامة )(مجرد كلمات ).
بل الشعر عنده يدل على قوة الكلمة (اللفظ المناسب للمعنى المناسب لمغزى مناسب )
ومتانة اللفظ مقارنة ببعض النصوص
فنجد الشاعر بلخير غلال عبر الأبيات يتغنى بشعره ويفتخر به ويتفرد بشعره مقارنة بالبعض فيرى شعره متأصلا هادفا يمثل شخصه .موظفا ياء المتكلم مثل لفظة شعري التي تكررت في النص على طول القصيدة التي توحي الى موضوع النص حول طرق وانواع النظم الشعري فيقول :
شعري نعصرو من آهي
صورة بيانية مثلت شعر النابع من تجارب واحزان الشاعر يبوح بها كانه يعصر مكنوناته .
اذن فالنص في طياته رسالة هادفة تمس بعض السلوكات الأدبية التي لاحظها الشاعر في كتابة الشعر فجسدها في النص مشيرا اليها عبر ايحاءات كلماته فلا يستنبطها الا المتمعن فيها .
كالكتابة لغرض التكسب .للفت الانتباه للافتخار والتباهي ونشهد منها الكثير في الاونة. الاخيرة .او الشعر لغرض مناسباتي فقط. لا فطرة او تعبيرا عن واقع وذات وقضايا
والترفيه بل لاغراض عديدة فيرمز اليهم الشعر بانهم نزعوا بتلك العادات رونق الشعر وعذوبته التي كان لها ذوق لدى المتلقي سابقا .
باعتبار اغلب النصوص ليست وليدة عاطفة حقيقية نابعة وتجارب او ذات مغزى معين .
مما لفت انتباه الشاعر ليستعمل الأنا الشاعرية للتعبير عن العامة بعبارات سهلة التداول مألوفة غزيرة المعنى لمن يتمعن في فك شفرات مفرداتها .
فيبدو كذلك النص آني جسد افكار الشاعر اثناء لحظة الكتابة خطتها انامله .فنجده يكاد يخلو من العاطفة والخيال بلغة مباشرة حقيقية تعالج قضية حديثة الساعة عايشها الشاعر فلمح لها وطرحها للحد منها عبر ايحاءات ملتوية مثلها بالنص بهدف اعادة مكانة الشعر وهيبته السابقة التي كان عليها .
فالكتابة عند بلخير غلال من خلال نصه الشعري حدثية محظة تشمل سمات الحداثة بمعالجة قضايا لعصر ومسايرتها واستعمال الاسلوب ساخر ذو مغزى وتوظيف الرموز والانزياحات اللغوية لدلالة اللفظ في غير معناه المعتاد لتقريبها للقارئ .
استعمال الالفاظ السهلة البسيطة لتجسيد معاني قوية
الرسم بالكلمات لتحريك ذهن لمتلقي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى