وقفة مع النفس :
✍️ د . سحر رجب :-
كثيرًا ما نخطئ بخداع أنفسنا حينما نجدنا لاهثين خلف قلوبنا غير آبهين بوخامة العواقب ،عذرنا في ذلك أن عواطفنا جاشت وصار من الصعب كبح جماحها ،فترانا نقطع الفيافي والقفار مقتحمين الأسوار منطلقين بين الأحراش والأدغال نواجه الأخطار والأهوال ، مؤملين أنفسنا بالوصول ،والنيل والظفور ،إلا أننا نفاجأ بأن خلف تلك الأسوار من قد سبقونا بإمتلاك تلك القلوب ،بل والإستيطان بها متربعين على عرشها ، ونرى في أعينهم نظرات الإحتقار والإستغباء تعلوها ابتسامات صفراء ممزوجة بالإنتصار ، مايجعلنا نعود إلى عمق ذواتنا بعد أن نقف كثيرًا مدهوشين متأملين ، فليس من سبيل إلى البلوغ أو الوصول ،وليس من قرار شجاع يقنعنا فنقوى على التقهقر والرجوع ، فنصبح وكما يقال بين نارين :
إما الإستمرار : غير أن الكرامة تأبى ، أو التراجع ، ولكن الشوق أقوى !
وفي خضم ذلك الصراع : نجد أن الموقف يحكم قبضته ويفرض قراره ويقول كلمته وذلك بالبقاء في المكان الذي وصلنا إليه على أن نغمض أعيننا حالمين ، يبتسم ثغرنا كلما مر عليه طيف من خيال ؛ ونكتفي في أن نعيش على جمال الماضي ،حتى يغيب البوح وتفنى الروح ،ونصير أشلاء ذكرى من جروح .
سِحْرٌ يؤثر :
في الطب يقولون :
من أصابه سهم في مقتل ولم يمت واستحال معه سحب ذلك السهم حيث سحبه يمثل خطرًا على حياته ، فليس من سبيل إلا أن يبقى السهم في مكانه ، وعلى صاحبه التعايش معه .
رذاذ :
من الغباء أن نخوض غمار الغطس ونحن لا نحسن العوم أصلًا !!