*رحمك الله كنت لا تفارقين بيتنا*
✒️ صَالِح الرِّيمِي :-
دعيت بالأمس من أحد أصدقائي القدامى، ومعي لفيف من الأصدقاء الطيبين في أحد المطاعم الفاخرة على طعام الغداء “تيس صغير طعمه لذيذ جدًا”، ونحن على الصحن نأكل ونتلذذ بالأكل، فجأة سأل أحد الأصدقاء سؤالًا ويريد الإجابة من الجميع ماهي الذ وجبة أكلتها في حياتك؟.
قال الأول: لحم مندي، وآخر: لحم حنيذ، وثالث: لحم مدفون، ورابع: سمك ديراك، وخامس: سمك هامور، وسادس: سمك ناجل، وسابع: وجبة برست البيك، وثامن: بيتزا هيت، وتاسع: وجبة هارديز، وعاشر: وجبات مطاعم أبو زيد الشعبية.
فلما جاء دوري طارت ذاكرتي بعيدًا، قائلًا لهم ما أجمل أيام زمان! ذلك الماضي الجميل، وسأذهب بكم بعيدًا حيث كنٌا في المرحلة الابتدائية، وفي الإجازة الصيفية، كنٌا نلعب تحت الكبري (الجسر) كرة القدم – لعبة الطيرة – لعبة واحد طيش – لعبة وأنا مجلي – لعبة البرجون – لعبة المداويين، لعبة الصور بحارتنا حارة السبيل – أو باريس العرب كما يقال لها في ذلك الزمان..
وإذا أخذ مني التعب والجوع مأخذه، عدت إلى بيتنا أمام مسجد الكيكي، قائلًا لأمي حفظها الله، أنا جائع ومنهك ومتعب أكاد أسقط جوعًا وبطني تقرقر من حرارة الجوع، مباشرة تعرف مطلبي، فتأخذ حبتين طماطم وتهرسها بيدها وتضع قليلًا من الثوم والملح، ثم آكل على ما بقي من كسرات خبز بائته، بشراهة وشوق ولهفه وحب.
*ترويقة:*
دائمًا الماضي الجميل رائع ولا ينسى، وعندما أتذكره، أتذكر الأيام الخوالي والأيام الجميلة ببساطتها وعفوتيها، يوم أن كان سعر كليو الطماطم بريال واحد، واليوم أصبح سعر كليو الطماطم في بعض الشهور ب 15 ريال، سبحان الله مغير الأحوال، من حالٍ إلى حال، وأقول معزيًا نفسي ولكم رحمك الله أيتها الحنون الطيبة (طماطم)، نعم رحمك الله كنت لا تفارقين بيتنا ولا سفرة طعامنا، واليوم أصبحت أغلى فخلت بيوتنا من رؤيتك ولذة طعمك.
*ومضة:*
هذه أجمل وأحلى وجبة أكلتها في حياتي وفي صغري، أما اليوم بعد غلاء الطماطم أقول للطماطم: رحمك الله أيتها الحنونة، واسكنك فسيح جناته وحفظ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة، وما أجمل أيام زمان.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*