“لو يسوه العتب..”!!
أ.د. عبدالكريم الوزان
” دجلة والفرات أصبحا قناتين وليس نهرين ، والعراق مقبل على جفاف حاد ”
هذا ماصرح به مؤخرا وزير الموارد المائية العراقي.
حينما يصرح بهذا مسؤول بالدولة العراقية بدرجة وزير مختص في بلاد كانت تسمى بلاد الرافدين، فماذا ينتظر الساسة وأصحاب الشإن والقرار؟!. وياترى ماذا يحتاج الشعب أكثر وأبسط من ماء يرتوي به ويزرع به محاصيله، ويقتات على خيراته.
صحيفة لوموند الفرنسية في تحقيق صحفي مطول قالت : “تقدرالسلطات العراقية أن نهر الفرات قد يجف في وقت مبكر من عام 2040 بسبب الاحتباس الحراري وسوء إدارة المياه، ما يعرض الحياة التي ترتكز على الزراعة والثروة الحيوانية للخطر، وقد كان جفاف بحيرة ساوة بمثابة تذكير بحالة الطوارئ المناخية في هذا البلد المجهد مائيا، والذي يواجه نوبات متكررة من الجفاف والتصحر”.
إنها لعمري جريمة منظمة ، مع سبق الإصرار والترصد ، وأمام أنظار العالم أجمع ، تستهدف قتل شعب وطمس حضارته، إنه العراق وليد حضارات سومر، وأكد، وآشور، وبابل منذ آلاف السنين (4000–3500ق. م)، التي علمت العالم الكتابة.
هوَ العراقُ..سَليلُ المَجدِ والحَسَبِ
هوَ الذي كلُّ مَن فيهِ حَفيدُ نَبي!
كأنَّما كبرياءُ الأرض أجمَعِها
تُنْمَى إليهِ، فَما فيها سِواهُ أبي !
وَ العراقُ ، فَقُلْ لِلدائراتِ قِفي
شاخَ الزَّمانُ جَميعا والعراقُ صَبي* !
أخيرا ..أقول للشريك في ارتكاب هذه الفظائع.. كيف هان عليك بلد الأنبياء والأولياء؟، وكيف ترضى لبني جلدتك الموت البطيء؟، وهل هناك أكثر ذلا وخنوعا وخسة من ذلك؟. لكن لاجدوى ..
…( ولك لو يسوه العتب جا عاتبيتك)!!.
*سفر التكوين،الشاعر الراحل عبدالرزاق عبد الواحد