*ثم أعلنت إسلامي!!*
✒️ صَالِح الرِّيمِي
فتح الله بعض البلاد وفتح قلوب أصحابها للإسلام بأثر أخلاق التجار المسلمين، نعم لم تفتح بالسيف وإنما بالمحبة والأخلاق والقيم العالية، عندما رأى أهل تلك البلاد أخلاق المسلمين في تعاملهم وسماحتهم وحسن مقاضاتهم وعفتهم وقيم العدل والإخاء والمساواة مما لم يبصروه في حياتهم، حينها انشرحت صدورهم للإسلام وتوافدوا على دين الله طوعًا لا كرهًا..
قد تكون أخلاق المسلم وسلوكياته وسيلةً يُشرح بها قلب غير المسلمين للإسلام، فالكلمة الطيبة والأخلاق الحسنة هي علامة المسلم، وطريقه في الدعوة إلى دين الإسلام، فالأخلاق في كل مجتمع معيار للسلوك الإنساني، أما الأخلاق التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تمت وفاقت كل الأمم في كل مجال، وغيرت ملامح التاريخ.
قبل أيام كنتُ أتابع برنامجًا عبر اليوتيوب عن أحد المسلمين الغربيين الدعاة إلى الله، ولم يلفت البرنامج انتباهي إلا عندما سأله المذيع: كيف أسلمت؟
فأجاب قائلًا: كنتُ أنا وزوجتي في سياحة إلى تركيا في عام 93 ميلادي، وتهت في إحدى القرى، فسألت أحد المارين الأتراك هل تعرف هذا العنوان؟.
فأجاب: ﻻ يوجد فندق هنا تفضل معي إلى البيت حتى الصباح، فذهبت معه أنا وزجتي وعندي بعض الخوف، فلما وصلنا إلى بيته، دخلنا غرفة مظلمة من الداخل والخارج، ووجدنا فيها خمسة أطفال وشيخين مسنين.
ثم قدم لنا عشاءً بسيطًا ومتواضعًا جدًا فأكلنا ثم قال: ناما هنا أنت وزوجتك وأنا وأهلي سننام في الغرفة الأخرى، فنمنا وفي الصباح الباكر أردت أن أقدم له الشكر، فخرجت من الغرفة وإذا بي لا أجد غيرها، هي كل البيت، فبحثت عن الرجل، فإذا به نائمًا تحت شجرة مع أسرته وكان البرد شديدًا..
فقلت للرجل: أأنت مجنون؟ لماذا فعلت هذا الفعل؟
قال الرجل: ﻻ لست مجنونًا بل أنا مسلم، والإسلام هو الذي أمرني أن أكرم الضيف بما أملك. لقد رأيت من هذا الرجل أخلاقًا وتصرفًا وكرمًا لم أرَها من قبل في بيئتي النصرانية.
بكت زوجتي تجاه هذا الموقف النبيل من هذا الرجل الكريم، وقالت لي: إذا كان هذا هو الإسلام وليس الإسلام الذي نسمع عنه في إعلامنا، فأنا مسلمة من اليوم، فقلت للرجل مباشرة كيف أعرف عن الإسلام؟ وكيف نسلم؟ فاشتريت ترجمة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومكثت شهرين كاملين أقرأ في كل شيء عن الإسلام، ثم أعلنت أنا وزوجتي إسلامنا وشهدنا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله..
والحمد لله أخذت على عاتقي أن أبلغ الإسلام وقد أسلم على يدي ولله الحمد والمنة أكثر من ألف شخص، والآن أنا أبني مركزًا إسلاميًا في رومانيا وأملي أن أنشر الإسلام في العالم كله، انتهى.
*ترويقة:*
هل رأيتم ما أسهل أن ننشر الإسلام بأخلاقنا فهو أبلغ أثرًا من أي وسيلة أخرى، بخُلق واحد وهو إكرام الضيف كم سيكسب هذا الرجل من أجر ممن كان سببًا في إسلامهم إلى يوم القيامة..
فالأخلاق ليست مفهومًا نظريًا محضًا أجوف أو فلسفيًا جدليًا عقيمًا، وإنما أخلاقًا إسلامية مصدرها كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي النبع والأساس والمنهج والعتاد بلا غلوٍّ فيها ولا تفريط.
*ومضة:*
اهتم الإسلام بالأخلاق اهتمامًا بالغًا حتى أن القرآن الكريم حين أثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجد أبلغ ولا أرفع من قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ويلخص عليه الصلاة والسلام الهدف من رسالته فيقول في إيجاز بليغ «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*