الذكرى الـ 31 لمذابح خوجالي.. وجرائم التطهير العراقي ..

متى يحاسب المجتمع الدولي ارمنينيا على جرائمها بحق الشعب الاذربيجاني؟

د.معتز محي عبد الحميد :- 

عندما تتعرض الشعوب لإعتداء من عدو خارجي ، فإنها تشعر بالظلم والاضطهاد من ذلك العدوان الذي قتل أبناءها ، ونهب ثرواتها ، ودمر بيوتها ، وعندما يظل المعتدي حراً طليقاً دون عقاب أو حساب ، ودون أن تقتص منه يد العدالة علي ما اقترفه من جرائم بحق الشعوب المسالمة ، فإن تلك الشعوب التي تعرضت للإعتداء تعيش في مرارة وقسوة وعذاب كل يوم يمر عليها .

مع بداية عام 1992 بلغ عدد المقاتلين الأرمن في ” قره باغ الجبلية ” ستة آلاف مقاتل ضمن قوات الدفاع الذاتي الخاضعة للجنة الدفاع ، وزادت تلك القوات من ترسانتها ومعداتها العسكرية علي حساب القوات السوفيتية التي انسحبت لافساح المجال للأرمن الذين هاجموا المدن والقري ، فاستولوا علي مدينة ” خوجالي ” ليلة 26 فبراير 1992 بعد ارتكاب مذبحة دموية بشعة بحق السكان المدنيين ، وشهدت المدينة أبشع جرائم التطهير العرقي والإبادة بحق الإنسانية ، الأمر الذي اضطر الأرمن إلي فتح ممر لعبور السكان والجرحي إلي خارج المدينة .

ففي مساء 25 ليلة 26 شباط – فبراير 1992 تحركت القوات المسلحة الأرمينية بمساعدة قوج المشاه ميكانيكي 366 السوفيتي صوب قرية ” خوجالي ” وتم محاصرتها ، ومع الساعات الأولي من فجر يوم 26 شباط – فبراير تم الهجوم علي القرية وتدميرها علي نطاق واسع ، وارتكبت القوات المسلحة الأرمينية مذبحة كانت بمثابة أكبر مأساة في التاريخ المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية ، والمعروفة باسم ” مذبحة خوجالي. ” .

يسكن الأذربيجانيون مدينة ” خوجالي ” منذ زمن بعيد ، حيث يوجد بها آثار تاريخية قديمة ، وبها آثار حضارة ” خوجالي جداباي ” الأذربيجانية التي تعود إلي القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد ، وعُثر بها أيضاً علي آثار تحت الأرض تعود إلي نهاية العصر البرونزي وأوائل العصر الحديدي مثل بعض الصناديق الحجرية والسراديب والمقابر .

ابشع الجرائم بحق الانسانية في العصر الحديث
لقد ارتكبت القوات المسلحة الأرمينية بالتعاون مع القوات السوفيتية المرابطة بمدينة ” خانكندي ” القريبة ، مذبحة من أبشع الجرائم في حق الإنسانية في العصر الحديث ، ففي الوقت الذي تحدثت فيه المصادر الأذربيجانية عن حصيلة مبدئية للضحايا تُقدر بألف قتيل ، ذكر الإعلان الرسمي للقسم الإعلامي لوزارة الدفاع بجمهورية أذربيجان أن عدد القتلي بلغ سبعمائة قتيل ، وقد تم نزع فروة الرأس من أسري الحرب والقتلي ، ومنهم من فقأت عيناه ، ومن ضمن القتلي 613 شخصا من السكان الأذربيجانيين المدنيين العزل ، بينهم 106 إمرأة ، 63 طفلا ، 70 شيخا مسنا ، وتم القضاء علي ثماني أسر في شكل إبادة تامة ، وبالإضافة إلي ذلك تم اعتقال 1275 شخصاً من بينهم 150 شخصا لا يُعرف مصيرهم حتي الآن . وفي أثناء ذلك الهجوم تُرك حوالي ثلاثة آلاف من سكان القرية البالغ تعدادها سبعة آلاف نسمة ، حيث كانت في ذلك الوقت بها عدد كبير من المصابين والمرضي والشيوخ والنساء والأطفال محاصرين بالقوات الأرمينية لأربعة أشهر .

وقد اختارت القوات الأرمينية مدينة ” خوجالي ” لتكون مسرحاً لتلك المذبحة الدامية باعتبارها تمثل أهمية استراتيجية في قره باغ . فمدينة ” خوجالي ” تقع وسط منطقة ” قره باغ ” الجبلية الأذربيجانية المحتلة من قبل الأرمن قبل حرب ال 44 يوما ، ولها موقع استراتيجي مهم في هذه المنطقة ، وتعد مدينة ” خوجالي ” ثاني أكبر المناطق السكنية للأذربيجانيين بعد مدينة ” شوشا ” في ” قره باغ ” الجبلية ، ويعيش بها سبعة آلاف نسمة ، وهي علي بعد عشرة كيلومترات من مدينة ” خانكندي ” في الجنوب الشرقي من أذربيجان عند سلسلة جبال ” قره باغ ” ، كما يوجد بها المطار الوحيد بمنطقة ” قره باغ ” الجبلية بأكملها ، وقد اعترفت أرمينيا بعد ذلك أن الهدف الأساسي من هجومها علي مدينة ” خوجالي ” هو تدميرها ، وإخلاء طريق ” عسكران – خانكندي ” المار بها ، والإستيلاء علي المطار الموجود في حوزة الأذربيجانيين .

لقد كان الهجوم علي مدينة ” خوجالي ” عملا مخططاً ومدبراً تدبيرا محكماً ، حيث حاصر الأرمن المدينة منذ تشرين الاول – أكتوبر 1991 وذلك مع بداية إعلان استقلال جمهورية أذربيجان عن اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية ، ففي 30 تشرين الاول – أكتوبر من ذلك العام ، تم منع الحافلات من الوصول للمدينة ، وأصبحت وسيلة المواصلات الوحيدة التي تربط ” خوجالي ”بأذربيجان هي الطائرات المروحية” هيلوكوبتر” حيث كانت آخر طائرة وصلت إليها في 28 كانون الثاني – يناير 1992 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى