القراءة هي مفتاح الفهم للحياة

✒️ صَالِح الرِّيمِي

أذكر شعارًا كان يكتبه الناشر العربي رياض الريس رحمه الله على كل كتاب ينشره، يقول: «نصف ما يطبع من الكتب لا يشترى، ونصف ما يشترى لا يُقرأ، ونصف ما يُقرأ لا يُفهم!»..
أحيانًا تصلني رسائل من بعض المتابعين الكرام، يقولون لي: لماذا لا تختصر مقالاتي؟ في الغالب هي طويلة جدًا، وليس لدينا الوقت الكافي لقراءة المطولات، يا حبذا لو تحول مقالاتك إلى تغريدات؟
بالرغم من أن مقالاتي لو وضعتها في ورقة ملف وورد ستجد أن كلمات المقال لا تتعدى 500 كلمة أو أقل من ذلك في أكثر المقالات.

أصبح بعضنا يريد في كل شيء الاختصار، الاختصار، الاختصار؟، كما يقال بالعامية: “خلص وخارجني”، يريد كل شيء مختصرا، كالذي يأكل الوجبات السريعة القاتلة، ويريد أيضًا الأفكار المختصرة..
أما بالنسبة لي فإني أجد في نفسي خجلًا من الاعتراف بأني كلما قصرتُ في القراءة، أو انقطعت عنها لسببٍ ما، كلما خانني التعبير الجميل، وجافاني الوصف الأدبي الجزيل في الكتابة، فأجدني حينئذ إذا كتبت أكرر نفس الكلمات والجمل، وألُوك نفس التعابير.

لكن هناك سؤال دائمًا ما يسألني إياه من هو قريب مني، ما تطفش؟ ما تمل من القراءة والكتابة؟ هل صبرك ينفد من القراءة والكتابة؟
أقول للجميع: أليست القراءة هي مفتاح الفهم للحياة؟ إنها أفضل ما يستطيع الإنسان فعله في حياته، فبعد العبادة والذكر تأتي القراءة والكتابة، أي أن الإنصات إلى الكلمات هو جزء من فضيلة التعلم، فالقراءة تصنع إنسانًا كاملًا، والمشورة تصنع إنسانًا مستعدًا، والكتابة تصنع إنسانًا دقيقًا، بالرغم من أن القراءة والبحث والمعرفة ليست هي السلعة الرائجة اليوم، لأن البعض يرى أن مشاهدة فيلم أو متابعة مباراة كرة قدم خيرٌ له من متابعة مثقف أو قارئ.

*ترويقة:*

*هل القراءة تحدث فرقًا في حياتنا؟*
هناك جملة من الأبحاث تشير على نحو متزايد إلى أن بوسع المرء أن يُحسن حاله من خلال المطالعة، للمساعدة في مواجهة تحديات الحياة. لقد ثبت أن القراءة تذكي الفكر التحليلي، وتمكننا من أن ندرك الأشياء بمنظور أفضل.

*ومضة:*

يقول أبو الطيب المتنبي عن الكتاب: «خير جليس في الزمان كتاب»، ويقول خورخي لويس بورخيس الكاتب المشهور: «إنْ فخر الناس بما يكتبون، فخرتُ أنا بما قرأت!».

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى