صراع انثى
بقلم : صفاء رحال / الجزائر
امرأة تقاتل من أجل البقاء هي امرأة لا تعد خساراتها،
مكسبها الوحيد هو الوقوف لجانب الريح وليس ضدها عرفت أن قوة الصد ابدا لن تمنع الريح من اقفال الأبواب في وجهها
امرأة تعودت أن تنحني وقت تجر العاصفة كل ما يعترض طريقها متفادية ما قد يجرفها للهلاك لتقف مجددا مرممة خساراتها ،هي على يقين تام أن جدارية الواقع ليست خالية من الثقوب والتشققات فعودت نفسها على تقبل الخسائر .
امرأة تعرف أن الإصلاح أحيانا اجدى من الهلاك،
وأن البقاء ليس دوما للاقوى بل لمن يصاحب الظروف .
إمرأة تتوسد ذكرياتها هي أغنى من تلك اللواتي تخلدن للنوم الى جانب مجوهراتهن الثمينة كأن الأنوثة عندهن مرتبطة بمشبك ذهبي او سوار من الفضة …..)
امرأة تميل للتبرج امام كتاباتها ..تغريها الكلمات البكر والمساحات الواسعة، لا تتمنى ارتداء ثوب سندرلا كمثيلاتها فهي لا تحلم بفارس على أبواب القصر فوق حصانه الابيض فوحدها خواطرها من تأتي على مقاس روحها .
إمرأة اكتالت حفنتين من قمح الحياة ورشفتين من ينابيع الخيال لا تضمأ ولا تجوع بعدها مهما توالت السنين العجاف .
إمرأة تقف في ساحة المعركة تحمل في يمينها قلمها وعلى يسارها شواهد قصتها هي سيدة لا تخشى الهزائم ،
امرأة تكتب بدم الروح تسقط سيوفا طالما كان النصر حليفها ، مع ذلك لا مانع عندها أن تحمل معها للعركة منديلا أبيضا فوقت الحاجة رفع الراية لا يعني الفشل بل كما آمنت دوما أنه فقط في الحروب يجوز الخداع ،و أن لون السلام لزرع السلام و ليس للإستسلام فقط .
امرأة ترقص على سلم الزمن تعزف على وتر الحروف تنجب القصائد وتلقي الأشعار . ..أنثى تبدأ صغيرة لتعود كبيرة تتقلص وتتمدد كما تتفاعل الأجسام بفعل الحرارة والبرودة ،امرأة مرنة تصلح لكل الفصول والعصور …
أمرأة الحقيقة وامراة الوهم الجميل فلطالما آمنت أن مساحات الحلم موجودة للتنزه في غابة الحياة المظلمة وأن بعض الأوهام تجعلها سعيدة ،ترى الخيال رئة تتنفس من خلاله لتسترجع قواها وتجمع اشلاءها المبعثرة ..و كأنها في نزهة داخل حديقة وسط وطن يتدمر…
إمرأة لم تنسى الموت للحظة ولا تنسى أيضا أن الدنيا رفاهية، تقطف الورد في طريقها نحو الفناء
إمرأة اختارت الصمت فهو محراب سلامها ولم تتردد عن الكلام وقت استوجب الأمر أن تضع الاشياء في مكانها
امرأة نقشت اسمها في ذاكرة كل الذين مرت بدروبهم أو مروا على جنبات حصونها .