(يوم الوفاء)
✍مرشده فلمبان
عضوة هيئة الصحفيين السعوديين
بمكة المكرمة
أحبتي يتبادر إلى ذهني (المتقاعدون) من هم؟
فئات كان لهم الدور القيادي العظيم حيث مثلوا بلادهم على أعلى وأرفع المستويات وأرقاها كل في مجاله.. خدم الوطن والإنسانية ببراعة.. ودقة.. ومهارة.. وبنى صرحََا شامخََا من الأمجاد.
هذه الفئة جديرة بالتكريم وتعزيز مكانتهم التي مازالت حافلة بالذكريات الجميلة..
فلماذا نجحف حقوقهم بالفرحة ونبخس الإحسان إليهم؟
البعض منهم شاخ وهرم بعد شلالات من العطاءات السخية.. شاخت أيامه بعد أن قضى سنوات من الكفاح بين عثرات الحياة ومتاعبها.
هذه الفئة الكادحة أحيت مشاعرنا حيث ظننا أنهم تحودبوا بعوامل السنين ومراحل العمر… ولكن لم تهرم أعمارهم فهي مازالت متوهجة عبر الزمن.. ممزوجة بعذوبة الإنجازات والذكرى الخالدة في مراحل عطاءاتهم.
لو أننا حصدنا تاريخهم لوجدناه يتلألأ على مساحات ذهبية مكتوبة بمداد من شعاع النور..
ولكننا لم نحفل بذلك إلا بعد أن أفل نجمهم.. ولكن نبضات خوافقهم لم تهرم قط ولا زالت تنبض بالحياة..
لذا فقد أقامت الجمعية الوطنية للمتقاعدين منذ سنوات مضت بوجود سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان رئيسََا فخريََا لها رحمه الله.
خصصت الجمعية يومََا للوفاء وتلته أيام أخرى عرفانََا وامتنانََا لمن كانوا فرسانََا.. وكان للعطاء عنوانََا.. وللإخلاص أقرانََا..
هو يوم أقل ما نقدم فيه الشكر والتقدير لذوي الخبرة الذين غادروا المواقع بشرف ولكنهم لم يغادروا ساحة الخير والعطاء.
هذا وقد أبدت الأستاذة / نورة آل الشيخ رأيها آنذاك بهذه الفئة بأبيات للشاعر السعودي / أحمد بن محمد الزنداني حيث قال :
ألا ليت اللقاء بلا وداع
لقاء لا يؤول انقطاع.
هي الأيام قارعها حسامي.
ليصرعها فما أغنى قراعي
فهو ما أحتويها وأمتطيها.
ويومََا لا يغالبها دفاعي.
وعزمي صارم وبحور عزمي..
يخوض عباب لجتها شراعي..
أنا متقاعد باللفظ أما..
حقيق القول معناي ارتفاعي..
أنا إن عضني دهري وابلي..
وأظهر ما تخمر بالقناع.
وأنزلني فأشعل فرو رأسي..
وروعني وأثكلني شعاعي.
سأبقى فارس المضمار أعدو..
ولست اليوم من سقط المتاع.
وإن حان التقاعد إن صرحي..
عظيم الركن ليس له تداعي.
سلامََا أيها الأجيال هذي..
إشارة مدرك وسلام واع.
إذا ذكر المليك فبجلوه..
علا التبجيل للملك المطاع.
سليل المجد معطاء رحيم..
حبيب الشعب شهم وشجاع.
فعش ياموطن الأحرار إنا..
فداؤك بالدماء وكل ساع.
لكم كل الحب والتقدير