التدخين القسري للأطفال
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
أخصائي سلامة وناشط اجتماعي
الأطفال هم المساكين حقا في التأثر بالتدخين القسري، فحالتهم مأساوية حين ينشؤون تحت جناح أب مدخن، أما إن كانت الأم مدخنة فلا تسأل عن بؤسهم الصحي، وضمن إحصائية في هذا الخصوص فإن أكثر من ١٥ ألف طفل يدخل المستشفى سنويا في أمريكا بسبب تعرضهم لدخان سجائر آبائهم، فقضاء الأطفال وقتا طويلا مع والديهم وعدم قدرتهم على مغادرة المكان والابتعاد عن الدخان يعرضهم للدخان لفترات أطول من غيرهم.
وتعرض الأطفال للتدخين السلبي في مجتمعاتنا داخل البيوت يزيد من خطر احتمالية تحولهم لمدخنين بنسبة ٢٠٠٪ في حين أن المهتمين في الدول الأجنبية يتحدثون هناك عن منع التدخين في البيوت حفاظا على صحة القطط والكلاب، والأطفال بسبب كون أجسامهم وأعضائهم في طور النمو فهم أكثر تضررا بالتدخين السلبي مقارنة بكبار السن.
ومن أكثر الأمكنة سوءا كذلك هو وجود الطفل داخل سيارة مدخن لضيق المساحة ومنع التهوية، فـ 40٪ من الأطفال يتعرضون للدخان بسبب التدخين السلبي مما يجعلهم يعانون من عدة أمراض خطيرة كالربو والتهابات الرئة المتكررة والكحة والخناق أو الصفير عند التنفس.
أما خطيئة النساء المدخنات الكبرى على أبنائهن فتظهر في حدوث الإجهاض٬ وولادة الطفل قبل موعده الطبيعي، ونقصان وزنه، بالإضافة إلى احتمالية إصابة الجنين بتشوهات خلقية، وقد لوحظ أن رئة هؤلاء الأطفال أقل كفاءة بالمقارنة مع أقرانهم.
والتدخين السلبي له خطره الكبير، فأطفال الأمهات المدخنات هم عرضة للموت السريري المفاجئ٬ بل أكثر من ذلك ما أثبتته الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن الجنين يتأثر بالتدخين حتى لو لم تدخن الأم بل بمجرد وجودها في محيط المدخنين٬ فالتدخين العادي أو السلبي يمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى المشيمة مما يؤدي إلى الحد من كمية المغذيات التي تصل إلى الجنين، كما أن زوجة المدخن معرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة أكثر بـ 3 أضعاف من تلك التي تعيش في جو خال من التدخين.
الحل الأمثل هو قطع التدخين من قبل كل المحيطين بالأطفال، فإن استمر هؤلاء بالتمتع بسموم السجائر فلا أقل من منع التدخين في المنزل بتاتا في الداخل أو الفناء، كما نمنع الزوار وعمال الصيانة من التدخين، كما يُمنع المعلمون والإداريون في المدرسة من التدخين، ففي بعض دول الغرب يُمنع التدخين داخل سور المدرسة، وإن دخن المعلم أمام طلبته يتم فصله.