انين الحروف الصامتة

صفاء رحال / الجزائر

وهل تستطيع اقلامنا لمس جراحنا بدون ان نتألم ؟
وهل يمكننا ان نطل على صفحات الماضي دون حنين ؟
وهل الذاكرة تشفى بالابتعاد والتوغل في تفاصيل الحياة ؟
حول مائدة الحزن نصنع ولائمنا وندعوا الكل لإرتداء سترة الإفشاء …

لا خداع في دائرة البوح وحدها الحقيقة مرآة ارواحنا المكسورة ،
نحن يا سيدتي نكتب لنتعافى حتى وإن احرقتنا الجراح… نكتب وقت يتحرر الحبر من عنق القلم وتروي قطرة الحبر عطش الصفحات فتزغرد الأحلام المتراصة على مطلع قصائد الرثاء الباكية …

وتنجوا من قبضة الصمت الموجع تحلق في افق بعيد ..بعيد عن احلامنا الصغيرة المدسوسة في جيب الزمن المحدود …
نحن يا سيدتي خلقنا قبل هذا بآلاف السنين لنعيش باقتناع يجمع بين روح لا تشيخ وجسد مرتبط بطين الأرض يسقيه غيث السماء فيلتحم بتلك الروح الموجودة في عالم المثالية

وحدها حدودنا الكتابية من تسمح لنا بحق الاستوطان على االأراض القاحلة لنروي عطش العزلة ونحمي جدران القلوب المتشققة …

نحن نكتب على قصاصات ورقية نزين بها مدائننا المظلمة فتيل احلامنا يضيئ عتبة الطرقات كي نجتمع كلنا في قصيدة عنوانها المدائن الصماء تتكلم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى