(الدائرة والسراب)

مرشده فلمبان
عضوة هيئة الصحفيين السعوديين
بمكة المكرمة

حدثتنا عن سنوات ضائعة من عمرها :
في تلك الليلة الموحشة كنت أترقب خيطََا واهيََا من آفاق سعادتي التي أطاحت بها السنوات بين براثن الذكريات المؤلمة.. أرتعشت أهدابي.. أرتجت أوصالي.. واهتز كياني.. وشرد ذهني حاولت الهروب من متاعب هذه الذكريات ولكن اللحظات قاسية.
فبعد رحلة النسيان الطويلة.. انتشلني من أفكاري وشرودي صوت من بعيد يناديني هي ذاتها النبرات التي أعتدت سماعها في سنوات عمري القليلة في ماضي أيامي.
أختلست النظر إلى مصدر ذلك الصوت فوجئت بصورته الحبيبة باهتة ذابلة
ذات ابتسامة صفراء كزهرة خرساء في فصل الخريف..
رباه!! لماذا تغيرت ملامحه الجميلة؟ هل هي أحداث الزمان.. أم متاعب الفراق والبعد؟
حينئذ قدرت على تمزيق ستائر النسيان.. وتكسير حواجز الماضي التي فرقت بيننا.. تقدمت إليه ومددت له يدي لأقبل يده وأضعها في راحتيه..
وا أسفاه!! كان عمر السعادة قصيرََا.. وكان ذلك وهمََا وسرابََا في هيئة أبي
ما أقسى الواقع في دائرة الأحلام الكاذبة!!
ما أتعسني حين وجدت نفسي في دائرة السراب والأوهام أحتسي داخلها سموم العذاب والتوهان.. خنقتني العبرات للهفي وشوقي لذلك الأب الضائع في زحمة السنين الهاجعة.
كم كنت أتمنى أن يكون أبي واجهة مستقبلي.. فضاع ذاك المستقبل في حضيض الفراق..
كنت أرغب أن أكون موهبة أدبية واعدة في خيمة أبي.. ولكن تحطمت رغبتي وأمنيتي بين تراكمات الذكريات الأليمة في قوقعة الفراق الأبدي بيني وبين أبي.
أواه يا أبتي.. ما زلت حبي السرمدي الأول في طفولتي.. وشبابي.. وحاضري..و غدي
و سنوات وهني وضعفي.
رحمة الله عليك!!!

Related Articles

Back to top button