جليـدٌ على حَافَّةِ البُركَان
الشاعر د ناصر الدسوقي
أهــوالٌ تتـقـاربُ تَـدنُو
تَرغـبُ فى كُلِّ الوِديان
تتـكالـبُ أعــداءٌ فِـيـنـا
دَومـًا فى كـل الأزمـان
ما عادَ بِصفِّ يجـمعُـنا
نَمـلأُ بِضجِـيـجٍ وِديـان
لَم نُصبِح بِلهـيبٍ يحرِقُ
بـل مـاءٌ مـلأَ الغُــدران
كُـنَّـا بِـشـــرارٍ كالـبَـرْقِ
يَهابُ الرَّجُلُ مع الصِّبيان
وأسـوارُ مدائـننـا كانـت
تَسْحَقُ مَن يبدَأُ عُـدوان
وتغُوصُ كَصخْرٍأرجُلُهُم
نزلَت فى بَحـرِ الـكُثبـان
وسمائى باتت تكسـوها
شَـتَّى أنـواعِ الـطَّـيـران
تَـرمِى بِقنـابِـلِ عُـنـقـودٍ
تحصُـدُ فى خيرِ الشُبَّان
لا تَعْـبَأُ فى القَتْلِ بِعَطْفٍ
تترُكَ فى القلبِ الأحزان
لا أَعـلـمُ لِلقـتـلِ سـبـِيــلٌ
مِثـلَ النِّيلِ مع الفيضـان
هل جـاءوا لِنهبِ الخَيراتِ
أَمْ حــربٌ ضِــدَّ الأديــان
أو لِبَنِى صُهـيُـونَ لِيَعـلُو
فى الأرضِ ونُبْلَى الحِرمان
لَن يُـنشَـرَ أَمْـرٌ بِالعُـنـوةِ
بَـل إِن شــاءَ له الرحمن
لن تبقَ القُدسُ بِقبضتِهِم
هــذا مـا قــال الـقــــرآن
زرعُـوا لِلغـرقَـدِ كَجِـنـانٍ
ظَـنًّـا منهـم بِالـنَّـجـيـــان
والـبُغـيـةُ نُصـبِحُ بُـلـدانًا
وتُمحَـى ذاكِـرةُ الأوطـان
والبِعـضُ يصيـرُ إماراتٍ
تُحجبُ سورياعـن جولان
وبَيروتٌ تُصبِحُ كـدُوَيْلَـةِ
وفـى وَادٍ آخـــرَ لِـبـنــان
والحَـرمُ المَكِىُّ لِـيـسكُـتَ
عـن تـلـبِـيـةٍ أو بِـأذان !
والمَغـربُ سَتُوَلِّـى غَـرْبًا
وِجهَتُهـا نحـوَ الشُّطئـان
وتونُسِ وجزائرهل تصمُد
لِيُحكَى بِالوَصْفِ الشُّجعان
ولـيبيـا هى دَرْبٌ لـبـلادي
قد وَضعُوا الرَّسْمَ الجُرذان
ظَـنّـوا بِجَـنُـوبٍ قد نـالُـوا
حِـيـنَ تَقسَّـمَتِ السُّـودان
أو أَنَّا سـنمُـوتُ بِعَـطـشٍ
لِـسُـدُودِ تُـعـلِـى الـبُنـيـان
والفِتنةُ فى الدِّينِ ستُجْدِى
بيـنَ مُحمَّـدِ أو سَمـعــان
لو قـرأُو القــرآنَ قـلـيـلاً
لـو فَهِمُـوا خيـرَ الـتِّبيان
ما عَلِمُوا بِالجُنْـدِ بِخَيْـرٍ؟
بل بِالأرضِ هُمُ الشُّجعان
أنـتُـم كَـجَـلِـيـدٍ بِـشِـتــاءٍ
بِطُلُـوعِ الشَّمسِ لذَوبان
ونحـنُ كَـبُركانٍ لا يَخمَدُ
يَقـذِفُ حِمَمًا فى العِليان
ولَـم نسمع يومًا عَن أَنَّ
جـليـدًا أن يُـطْفِئَ بُركان
من ديوانيَ الخامس
/ جليدٌ على حافَّةِ البُركان