صحوة المارد

متابعة /لطيفة محمد حسيب القاضي

صحوة المارد
متابعة /لطيفة محمد حسيب القاضي
سطر المسلمون في سجلات التاريخ صفحات من نور، وقدموا الإسلام إلى العالم فاستقبله العالم استقبلا مهيبًا. فدخل الناس في دين الله أفواجًا، وغدا عدد المسلمين الآن ما يقرب من ملياري نسمة يتوزعون على ست قارات..
ونحن نقدم لكم اليوم كتابًا ينبغي أن يكون في مكتبات البيوت.. وأن يأخذ مكانه على أرفف المعارض الدولية، حيث إن مؤلفه يقول في الإهداء ” إلى المسلمين في شتى بقاع الأرض، أهدي إليهم هذا العمل، وإلى الشباب الذين نأمل فيهم أن يعيدوا مجد أمتنا.. وإلى – أمة التوحيد- الأمة الوسطية التي هي “خير أمة أخرجت للناس” أقدم هذا العمل..
وسوف تجد في هذا الكتاب أسماء لبعض المعارك التي خاضها المسلمون دفاعًا عن دينهم وعقيدتهم، تلك العقيدة التي بذلوا المُهَجَ والأرواح من أجل تبليغها.
وستعرف أن بعضًا من هذه المعارك قد تمَّ في حياة “النبي محمد” –صلى الله عليه وسلم، وبعضها تمّ في ولاية “الخلفاء الراشدين”.
أما بقية المعارك، فقد مثلت ملاحم قام بها المسلمون، وعلّموا من خلالها العالم أسس الحرب، وأخلاقها، كما علموا الناس في الأرض أصول المعاهدات، والحفاظ على الوعود..
هذا، وقد استقت اتفاقيات جنيف في معاملة الأسرى كثيرًا من بنودها من المسلمين.. وكانت الكلمات النورانية للنبي محمدٍ خيرِ البريّة التي كرر فيها الوصاية للصحابة بأن يحفظوا آداب الحرب وأخلاقها: فعن خالد بن الفرز قال: حدثني أنس بن مالك قال: كنت سفرة أصحابي، وكنا إذا استفرنا نزلنا بظهر المدينة حتى يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: انطلقوا بسم الله، وفي سبيل الله تقاتلون أعداء الله في سبيل الله، لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلًا صغيرًا، ولا امرأة، ولا تغلوا .
كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدًا، واتقوا الله في الفلاحين)..
ويقول الكاتب ضمن ما قاله:
“وقد أبَنْتُ – من خلال هذا الكتاب بطولاتِ المسلمين التي سُطّرتْ بأحرف من نور؛ بل أجبرت أعظم القادة العسكريين على الوقوف أمامها بالتأمل والدهشة والإعجاب، فكيف لأناس من الصحراء أن تتفتَّق أذهانُهم عن حِيَلٍ أعيتْ أعداءهم، وحَيّرتْ أصدقاءهم على حدٍّ سواء!
كما عرَّجْتُ على بعض الخطط الحربية التي ابتدعها المسلمون، ووجدناها محفورة في كتب الاستراتيجيات العسكرية، وقامت المعاهد العسكرية بتدريسها حتى عهد قريب..”
ولعل أكثرنا لم يقرأ، أو يسمع عن معركة الزلاقة، أو ملاذ كرد، أو جلولاء.. أو معركة عين التمر، أو “تور بواتييه” تلك المعركة التي قادها عبد الرحمن الغافقي، ووقف المسلمون فيها عند أعتاب فرنسا..
نعم، هي إحدى وعشرون معركة بتفاصيلها عرضها المؤلف في أسلوب تاريخي شيق يجذب القراء، ويستثير حماسهم، ويحبّبهم فيما فعله أجدادهم من القادة العظام، فهو يقول مختتمًا كتابه: “فهي مصدر عزة وفخر لك ولأبنائك وأحفادك.. احكِ لهم عنها.. وعرفهم بأجدادهم الأوائل.. حتى تحفزهم على التشبه بهم..
قال السهروردي:
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم
إنَّ التشبُّهَ بالكرامِ فلاحُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى