قوى الوازع الديني على سلطان العادة ورغبة القوى

 

الكاتبة/ سلوى المقبالي

تقدم وعي الإنسان وتطوره العلمي ،لا يكونان ابدا كفيلان بضبط سلوكه وتصرفاته فها نحن ذا على المستوى العام تطورت وسائل العنف والتخريب والفساد ،فها قد وظف علم الغرب لدى الدول الكبرى المزيد من السيطرة والهيمنة على الشعوب.

لايردع الانسان إلا تحليه بالأخلاق الحميدة وقوة الوازع الديني وارتباطه بالصلاة ارتباط وثيق فإن الصلاة تنهى عنالفحشاء والمنكر، فهي تهدف الى خلق هذا الوازع الذي يردع عن الانحراف، وإذا لم يتحقق هذا الهدف فلا قيمة لتلكالصلاة، كم روي عن الرسول: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا».

فالوازع  الديني حاكماً على تصرفات الإنسان على رغم سلطان العادة وقوة الرغبة.

فكأن يكون  الإنسان في موقع قوة تجاه آخرين فأن ذلك قد يسوغ له استخدام قوته بغير حق معهم وهنا يحتاج إلىالتقوى والوازع الديني ليتعامل مع الخاضعين لسلطته باحترام وأنصاف فالرجل في عائلته والرئيس مع مرءوستهوالحاكم مع رعيته كلهم معرضون لهذا المنزلق ما لم يكن الوازع الديني حاضراً في نفوسهم .

فقد انتشر في الآواني الأخيرة في مجتمعنا القتل من قبل أشخاص قريبين من الضحية للاسف الشديد بدون أي ذرة رحمة او خوف من أية نتائج وخيمة قد تتسبب له ولأسرته وللمجتمع بأكمله اصبحنا في خوف على أنفسنا قبل الخروج من منازلنا ،أصاب ابناءنا الذعر ، لا يُعقل أبدا مايحصل في مجتمعنا العماني المجتمع المسالم الامن .

هذا إن دل فقد دل على ضعف الوازع الديني فلا شك فيه ان الوازع الديني له أهمية بالغة لردع النفس البشرية عن كل مايتسبب لها ولغيرهابأذية ولا نستطيع القول بأن مجتمعنا ليس به قانون عادل رادع لكل مجرم ولكن على الفرد التصدي لنفسه قبل المجتمع وردع نفسه من كلمايهوي به وبصرحه للهاوية .

واتمنى ان تكثّف المؤسسات التعليمية بتدريس وغرس الوازع الديني في نفوس الطلبة لما فيه من أهمية بالغة على المستوى التعليمي وذلك من خلال قيام المعلم والمحاضر بواجباته التدريسية كمعلم والحرص التام على أداء الواجب والعمل بما يحب الله ويرضي لأن العمل به في حد ذاته عبادة ومن ضمن العبادات التي تحتاج إلى إتقان وتجرد وإخلاص منقطع النظير ،،فأننا نرى في الفترات الأخيرة المعلم يلقي دروسه كواجب عمل فقط لا كتوصيل معلومة حقيقية للطالب والتأكد من زرعها في نفوسهم عليه أن يحيي ضمير الطالب ويشعره بقيمة الدين في نفسه ويذكره بمراقبة الله له ،هذا ومن ناحية اخرى ايضا دور الأسرة الكبير في التقرب من الأبناء وزراعة القيم الإنسانية والدينية وتقوية العقيدة الإسلامية في نفوسهم ،فقد أصبحوا المراهقين والشباب في غياب تام عن هذه القيم بسبب التغريب الثقافي المنتشر في مجتمعاتناالإسلامية 

إضافة إلى غياب العاطفة بين الاسر وبين الوالدين والإبناء فكثرة ارتباطات واشغال الوالدين واصبحوا أبناءنا بتربية ذاتية او تحت وطأة الأيدي الوافدة بجنسيات مختلفة وثقافات وديانات مختلفة ناهيك عن تأثير الصداقات بمختلف تربياتهم .

اصبحوا شبابنا فارغين العواطف ،متجردين من الرحمة والحياء ،بعيدين كل البعد عن خوفهم من مراقبة الله لهم حينها يقوم الشباب علىارتكاب هذا السلوك المشين، بسبب الفراغ العاطفي ؛حيث إنَّ كثيرًا من الشباب يعاني في فترة المراهقة والشباب من فراغ عاطفي بحكم الطبيعة الفسيولوجية والنفسية له في تلك المرحلة، وهذا الفراغ ما لم يقابله توعية أخلاقية وقيمية، فإنه سينحرف بالشباب إلى ما لا يُحمد عُقباه .

فأن الأب والأم لهما الدور الأكبر في ملء هذا الفراغ العاطفي، علاوة على ذلك على المجتمع والبيئة المحيطة توفير المناشط والفعالياتالشبابية لتفريغ طاقاتهم فيها بأشياء مفيدة ومبدعة لانهم في عمر العطاء اذا لم يتوفر لهم ذلك فسوف يتحول الإبداع الى تخريب وإنحراف نحن والمجتمع في غنى عنه ،(ابناءنا امانة) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى