
ابو معاذ / صديق عطيف
بالْأَمْسِ أَبْكِي يَا مُعَاذُ فِرَاقَكُمْ
وَالْيَوْمَ تَبْكِي مَاجِداً أَعْيَانِي
قَدْ رَاعَنِي رَاكَانُ يَبْكِي حُرْقَةً
وَصَغِيرَةٌ فِي مَشْهَدٍ أَبْكَانِي
خَطْبٌ عظيمٌ فِي الْقلوبِ أصَابَهمْ
مِنْ إِثْرِهِ لَمْ تَحْتَمِلْ أُوتَانِي
حَاوَلْتُ أَكْتُمُ قَاصِفاً بِجَوَانِحَي
لَكِنَّ جَوْرَ الْفَقْدِ قَدْ أَعْيَانِي
هَلَّتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ مِنْ أَحْزَانِهِ
مِثْلَ الْحَمِيمِ تَعِجُّ كالْبُرْكَانِ
رَحَلَ الْمُعَاذُ وَمَاجِدٌ فَتَشَطَّرَتْ
أَكْبَادُنَا كَمَداً من الْأَحْزَانِ
فبَكَيْتُ يَارَاكَانُ مَاجِدَ حُرْقَةً
وَمُعَاذَ مِنْ أشْوَاقِي إذْ تَغْشَانِي
رَحَلُوا بَعِيداً عَنْ رُبُوعِ دِيَارِنَا
فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ وَالرِّضْوَانِ
يَاوِيحُ قَلْبِي صَامِدًا مُتَصَبِّرًا
مِمَّا جَرَى تَاللهِ مَا أَدْرَانِي ؟؟
رَبَّاهُ لاَتُخْزِينَا بَعَدَ فِرَاقِهمْ
بِدُمُوعِنَا فِي قَادِمِ الأزَمَانِ
نَحْنُ عِبَادُكَ وَالْقُلُوبُ ضَعِيفَةٌ
اجْعَلْ لَهَا حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ
أَمْرٌ عَظِيمٌ قَدْ دَهَانا خَطْبُهُ
وَلَك الرِّضَى في السِّرِّ وَالْإِعْلَانِ