عشق المدح.. ورفض النقد
🖋مرشده فلمبان
عضوة هيئة الصحفيين السعوديين
بمكة المكرمة
أحبتي.. رفاقي.. نقاء القلوب.. وعذوبة الكلمات.. وطيب الأسلوب تخلق سحرََا مذهلََا وردود فعل رائعة في نفوس الكثير من البشر.
إخوتي ألاحظ الكثير من البشر يعشق ويطرب للمدح.. والمجاملات.. والنفاق المجتمعي.
المرء منا يمدح ويغالي في الممدوح وإن كان على غير حق.. لأجل إرضاء غروره.. وإشباع رغبته في اعتلاء منصة الوجودية الزائفة.. والعظمة الجوفاء ..
ومن جهة أخرى البعض يكره النقد حتى وإن كان بناءاََ وفي صالح القيمة العلمية.. وحين تتلاشى المباديء خلف المصالح.. وتتلون تلك المفاهيم فمن أين يكون القبول لهذه الممارسات اللامعقولة من جانب البعض؟
وحين تتسلط الهيمنة والأنانية.. وتتحكم في ذاتية المرء تغشاه طبقة من زيف المحاباة ويفسر أي نظام وفق هواه ورغبته فهذا غير منطقي وربما يشذ عن المجتمع بتلك الممارسات السخيفة وقد لاحظت الكثير من المادحين مغالين في بعض الملتقيات والقروبات بكلمات رنانة.. وإعجابات زائفة لبعض الأعضاء ممن لايستحق هذا الإطراء .
ومن حيث الناقد عليه أن تكون تعاملاته إيجابية بدون تسلط.. ويكون نقده بناءََا هادفََا غير جارح.. بأفكار ملهمة وعدم التعرض للسلبيات قدر الإمكان مراعاة للشعور
إن ممارسات المدح غير المتوازن.. والنقد الهدام لايبنيان مجتمعََا سويََا ومتعاطفََا.. بل يخلقان مجالََا للبغض.. والممارسات المتوددة والمتسامحة تبني مجتمعََا سليمَا تستنهض أمة بأكملها .
ولكي يرقى المجتمع يجب حسم العلاقة بين المدح والنقد.. يكون مدحََا غير مكذوب.. ونقدََا غير مذموم وعدم التجاوز في كلا الحالتين لأن هذه الأساليب تقتل في المرء رغبة النقد وكره الناقد.. وعشقه للمدح ولو كان على غير حق .
وتجنب هذه الممارسات يبقي العلاقات الإجتماعية متينة الوشائج بلا شروخات نفسية مجروحة.. وتعقيدات مجتمعية صعبة الإنضباط في التعاملات اليومية بين البشر .