(صور) انطلاق اعمال المنتدى الاسلامي العالمي الـ18 في موسكو بمشاركة عالمية واسعة
انطلقت صباح اليوم في موسكو أعمال المنتدى الإسلامي العالمي الـ 18 بعنوان: ” العدل والاعتدال: المبادىء الإلهية للنظام العالمي” الذي يستمر يومي 08ـ 09 ديسمبر، بمشاركة كبار الشخصيات السياسية والحكومية والقادة الدينيين وممثلين عن المجتمع الأكاديمي يمثلون أكثر من 40 دولة، وعدد كبيرمن اصحاب السعادة سفراء الدول الاجنبية واعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في موسكو
وأكد السيد مراد حسنواللين على أن المنتدى الاسلامي العالمي أصبح منصة دولية موثوقة لمناقشة الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية، وتنسيق العلاقات بين ممثلي مختلف الأديان والأعراق، وتطوير إمكانات حفظ السلام التي تقوم بها المنظمات الإسلامية، مشيراً إلى أن روسيا دولة متعددة الأعراق تشكلت فيها على مدى قرون عديدة ثقافة الاحترام المتبادل بين مختلف الأعراق والاديان، في الوقت الذي تولي فيه حكومة الاتحاد الروسي اهتمامًا كاملاً لاحتياجات مسلمي روسيا.
ويشارك ممثلو المسلمين في جميع الهياكل الاستشارية التابعة لسلطات الدولة فيما يتعلق بقضايا التفاعل مع المنظمات الدينية، وبأمر من رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين، تم الاحتفال على المستوى الفيدرالي هذا العام بالذكرى الـ1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب بُلغار الفولغا
وشدد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على أن العالم الإسلامي ينظر إلى مسلمي روسيا باحترام كبير، لأنهم يعيشون ويتطورون في سلام وانسجام مع ممثلي الديانات الأخرى، مؤكداً على أن التوافق بين مختلف الشعوب والأديان والثقافات هو موضوعٌ للتفكير الجاد والبحث العملي في تقاليدنا التاريخية، التي نتجت عن تجربة تاريخية معقدة تمتد لقرون، وتختلف عن نماذج التفاعل التي يتم تطويرها على عجل، ونحن مستعدون لمشاركة تجربتنا، وكشفها للعالم كي يستفيد منها الجميع، إضافة إلى ذلك، نحن مستعدون للتعلم من بقية العالم، لأننا نريد الحفاظ على تقاليدنا وتنميتها ورعايتها، وهذا يتطلب منا الانفتاح والبحث والاجتهاد
وفي إطار موضوع المنتدى الإسلامي العالمي لهذا العام، اشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى أننا نريد مناقشة مسألة النظام العالمي الذي يمكن أن يدعم التعايش السلمي بشكل أفضل. ونقصد هنا النظام العالمي الذي يقوم على مبادئ العدالة والاعتدال. فالعدلُ أولاً وقبل كل شيء اسمٌ من أسماء الله عز وجل. تُفسِرُ التقاليد الإسلامية العدلَ من خلال التوجه الى الفرد وإلى فهمه للحياة الصالحة. وقد أكد المفكرون الإسلاميون، منذ العصور الأولى، على أن القدرة على الشعور بالظلم ورفعه من أهم صفاتنا المميزة. من أجل تحقيق ما يعتبره الناس عدلًا، يستعد الناس للتضحية بمصالحهم الخاصة وتحمل الحرمان، مضيفاً أنه لا يمكن القول بأن الفكر السياسي الغربي قد تجاهل موضوع العدالة. ومع ذلك، فإن مفكري الوقت الحاضر ومعاصرينا، الذين يتجاوزون بصعوبة إطار المركزية الأوروبية المعتادة، اتبعوا الفلاسفة القدماء، وركزوا في المقام الأول على الترتيب الصحيح للمؤسسات
بدوره، اشار فضيلة الدكتورعلي ارباش رئيس هئية الشؤون الدينية في الجمهورية التركية إلى أن الاحتفال بهذا الحدث المهم على مستوى الدولة على مدار العام هو انعكاس للأهمية المعطاة للإسلام في الاتحاد الروسي، وأن لهذا الحدث التاريخي سمتان مهمتان: أولهما عندما قبلت شعوب بُلغار الفولغا الإسلام طواعية، وثانيهما بأن قبول الاسلام كان على مستوى الدولة، بعدها تم تأسيس العديد من الدول المهمة في هذه الجغرافيا حتى اليوم، وقد قدمت جميعها مساهمات مهمة في الحضارة الإسلامية. واليوم ، تحتفظ هذه الأراضي حيث يعيش أكثر من 25 مليون مسلم، بأهميتها وقيمتها بالنسبة للعالم الإسلامي، لا سيما المساهمة العلمية والفكرية في القرن التاسع عشر للحضارة الإسلامية ذات الأهمية والقيمة الكبيرة لحاضرنا ومستقبلنا. وتتحمل المؤسسات التعليمية مسؤولية كبيرة في نقل هذا التراكم إلى الأجيال الجديدة، وآمل أنه من خلال جهودنا، ستفهم الأجيال الجديدة بشكل أفضل ثراء ثقافتهم. ومن خلال هذه المعرفة، سيضيفون قيمة إلى العصر الذي يعيشون فيه، ويعززون الوحدة بين الناس ويقدمون أفضل مساهمة في حياة مجتمعهم.
وتلى سماحة السيد محمد حاجي ابو القاسم الدولابي الرسالة الترحيبية التي ارسلها رئيس جمهورية إيران الإسلامية للمشاركين في المنتدى، حيث اكدت الكلمة ان الاسلام جاء لكل الشعوب ويدعوهم على التوحيد والوحدة، واستطاعت ايران تحتة راية الاسلام الوصول للمجد والتغلب على سيطرة الدول الكبرى التي تتسم بالغرور، والانسانية لا تنسى عظمة رسول الله محمد (ص)، والحضارة التي بناها المسلمون في هذه الاراضي التي ظهر فيها الاسلام لاول مرة، والاسلام في روسيا دين تاريخي وثقافي منذ الاف السنوات في هذا البلد العظيم، وبسبب ذلك تكمنت روسيا من الصمود في وجه الافكار الالحادية والمادية، وهي اليوم تعتبر نمطا ناجحا للحوار بين الاديان الابراهيمية والمذاهب الاسلامية، وهو ما انعكس على ايجاد تفاهم بين ابران و روسيا حول الاجندة الدولية بما في ذلك في مكافحة الارهاب وداعش والتطرف
بينما قال فضيلة شيخ الاسلام الله شكر باشا زادة رئيس مجلس مسلمي القوقاز في جمهورية أذربيجان أنه في القرن الحادي والعشرين، في عصر لا تهدأ فيه التحديات والأزمات، تكتسب القيم الإنسانية مثل ثقافة التعايش السلمي والتفاهم المتبادل، التي تعمل على ضمان السلام والعدالة، أهمية خاصة. والدعوات إلى الكراهية والتحريض على العدوان والعنف والتمييز بين الناس تتحول إلى تهديد سياسي واجتماعي يقوض الاستقرار في مختلف البلدان، والموقف اللاإنساني والعنصري والعدواني تجاه النازحين داخليًا – هذه هي حقائق العصر. مشدداً على ضرورة درء الأخطار الناجمة عن الإساءة للدين لأغراض سياسية وإهانة المشاعر الدينية والرموز والأضرحة، وأنه لا يمكن إنقاذ الأسرة البشرية من هذه التهديدات إلا من خلال تضافر القوى، وذلك بفضل التعاون بين الأديان والثقافات والأديان المختلفة، منوهاً إلى أن نموذج التعايش الناجح في أذربيجان اليوم يُعد نموذجًا للعالم بأسره على مستوى التقييم الأخلاقي لمشاكل العالم
وقال معالي الدكتور عبد الله المعتوق رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، نحن في العالم العربي والاسلامي نرحب بمثل هذه المشاركات التي تسهم في تعزيز العلاقات مع روسيا الاتحادية وتطوير سبل التعاون الثقافي والحضاري بين الشعوب على اسس من التفاهم و التعايش والحوار والتعاون والاخاء الانساني والاحترام المتبادل ونبذ الكراهية مصدقاً لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ﴾
من جانبه، اكد السيد خالد شاهين الغانم على حرص مشاريع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر الوزارة الدعوية والتعليمية بالداخل والخارج على ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال وضبط الخطاب الديني وفق شروط تستجيب للقضايا المعاصرة، وتحديث برامج الثقافة الاسلامية، وفق منهج وسطي معتدل لمشروع حضاري يستند على كتاب الله وسنـة رسـوله الكريم، وقد أثمرت هذه الجهود بشكل فاعل في تعزيزالجوانب الايمانية والروابط الاخوية التي حثنا عليها الشرع الحنيف، ونشر الوسطية والاعتدال والاخلاق السمحة والآداب السامية لديننا، كما ساهمت المشاريع في تعزيز التحصين والوقاية وحماية النشىء والشباب والفتيات من أفكار التشدد والغلو والتطرف. كما أصدرت الوزارة عددا الكتب التي تناولت الحديث عن الوسطية والاعتدال وتكامل الحضارات ضمن سلسلة كتاب الأئمة: كتاب الاستيعاب الحضاري للقيم الانسانية، و كتاب قيم الاسلام الحضارية.
وأكد سماحة السيد آية الله حميد شهرياري الأمين العام الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أن العدل والاعتدال مرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضهما البعض في تحقيق الهدف الوارد في دعوة الرسالات السماوية. ويتحقق الاعتدال في بيئة معيشية يسودها الكبرياء والكرامة. وبدونهم، يفقد الإنسان والمجتمع القدرة على اتباع الطريق الوسط ، ويصبحون ضحايا الإفراط والهدر. ومن الجدير بالتأكيد هنا أن نذكر أن الدور الكبير في تكوين الأفكار المسبقة والتطرف في العلاقات بين الشعوب تلعبه قيود الشخص من خلال قيود القومية والطائفية والجهوية. وفقط من خلال التحرر من هذه الأغلال ، يمكن بناء علاقة الأخوة البشرية. كما يشير القرآن الكريم إلى ذلك. إنه يشير إلى أهل الجنة ، ولكن في عالم اليوم، تنطبق كلمات الله هذه على البشرية جمعاء
كما تحث في الجلسة العامة السيد غريغوري كاراسين رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد في روسيا، وتلى رسالة ترحيبية بالمشاركين باسم فالنتينا ماتفيينكا رئيس مجلس الشيوخ في الاتحاد الروسي، جاء فيها أن العالم الاسلامي يشارك روسيا في رؤيته للعالم المتعدد الاقطاب ولا يقبل بمحاولات بناء عالم احادي القطب قائم على القيم الغربية المزعومة، ونقف بشكل مشترك ضد محاولات فرض عقوبات احادية الجانب على دول ذات سيادة
وكان من بين المتحدثين في الجلسة العامة معالي الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية وقاضي قضاة فلسطين الشرعيين، وفضيلة الشيخ الدكتور احمد حسن طه السامرائي رئيس مجمع الفقهي العراقي، و فضيلة الدكتور محمود حافظ محمد طاهر اشرفي رئيس مجلس علماء باكستان
ويمثل دار الافتاء المصرية الدكتور مصطفى مراد مدير ادارة البوابة الالكترونية، والدكتور علي عمر الفاروق محمد فخر رئيس قطاع الشئون الشرعية
وتستمر فعاليات المنتدى السلامي العالمي حيث تنقسم فعالياته إلى محورين الاول هو المؤتمر الدولي العلمي والتطبيقي الخامس “قراءات غاسبرينكسي” بعنوان: “الحوار الديني كعامل ضروري في تنمية الانسجام بين الأديان والثقافات”، اما المحور الثاني فيتضمن اعمال المائدة المستديرة بعنوان “تبرير التعددية الحضارية في سياق التفسير الإبراهيمي للاعتدال والعدالة.”