البسطامي في مندل نرسيس
🖋د. سرجون كرم
ماهو نرسيس
ولا الزهرةُ التي سُمّيت باسمهِ،
كلّ الذي حصل أنّ دمه اشتعل ذات مرّةٍ
حين نظر في المرآة واشتهى نفسه.
رأى جيادًا تغزل لحيته
وبؤبؤَ عينِه هدهدًا
جاء للتوّ من سبإٍ بنبإٍ،
التقطه وعلّقه على حبل غسيل إلى جانب امرأةٍ
حين أمسكتْ يدُها يدَه…صاح:
“سبحاني…ما هذا إلا أنا
دمي حين ينقسمُ ويتّحدُ”.
ما هو نرسيس ولا الزهرةُ التي دعيت باسمه…
كلّ الذي حصل
أنّه رأى اسمه للمرّة الأولى مرسومًا
بمسمارٍ
فكتب تحت عينه اليسرى
حرفًا من أبجديّة تتقنها جدّته
وصبّ نقطة زيت على صفحة ماء ليفتح مندلاً
يخرج منه الذي ينتظر من أبدٍ…
الذي حين خرج صاح:
“سبحاني ما هو إلا أنا…
ظلّي القرمزيّ من السواد
الذي حين ينقسمُ
يتحدُ”.