(الآنَ هُنا)
شعر/هنيبعل كرم
الآنَ هُنا يكتملُ كلُّ شيء،
أُديرُ ظهري لتُوتَةِ البيت…
فمَنْ يحرسُ بيتًا لا أحدَ لهُ،
لا أحدَ فيه؟! تسألُ صديقتي.
كوعلٍ بريٍّ تَمَتْرَسَ بينَ قرنَيهِ
صعبِ المِراسِ أكثرَ من شوكِ عُلَّيقةٍ،
توهّمتُ أنْ
خلفَ البابِ سماءٌ أخرى،
لأكتشفَ أنَّ المكانَ اختراعٌ
والمَجرَّاتِ تمتدُّ أبعدَ من المسافةِ
بينَ قرنَين…
تقولُ أُنثى الحكايات:
– حزينٌ أنت…؟!
كجوعٍ إلى الموتِ
بِلَّوْرُ المَكانِ هاربٌ في خُطاك!
سَنَهْرَمُ يومًا،
نموتُ كلُّنا في بِلَّورةٍ،
ويسقطُ الثّلجُ…أبيضَ!
تعالَ نمارِسِ الحبَّ على رصيفٍ
فنُسْقِط مجرّةً إلى فضاءٍ أوسعَ…
زمنُ الشّعراءِ وَلَّى،
والأرصفةُ مهجورةٌ في ازدحامِ الحروفِ
على زجاجِ المقاهي
تسترُ العُريَ اللغويَّ لزمنٍ مضى
في الكتبِ…
– يقولُ الشّاعرُ لظلِّه المؤنّثِ:
أَتَعلمين…؟!
هذا العالمُ حطبٌ يابسٌ…
لا قَبسَ لديَّ لأشعلَهُ،
والتّوتةُ أمسكَتِ الشّبابيكَ
حين قُلتُ للبيتِ إنّي راحلُ…!
يتعبُني الخشبُ على كتفي،
أسيرُ به إلى موقدٍ
مُتخَمٍ بفلسفةِ الغيبِ
والعلمِ والتّاريخِ والغدِ…!
فتعالَي
نُشعِلْ آخِرَ قبسٍ،
نَفُكَّ الخيوطَ في جيوبِ اللّيل،
نحملِ النّوافذَ،
نُطِلَّ على شيءٍ آخرَ
هناكَ ينام!