النهر الزاخر ريحانة المنابر
… .
من أي قافيةٍ تُرى سأراكا
و بأي بيتٍ سيدي ألقاكا
وبأي قولٍ ألتقيكَ و في فمي
جفَّ الكلام و أنت ما أنداكا
يممتُ حرفي نحو شطكَ ظامئاً
فبأي كأسٍ أستقي معناكا
أتعبتُني و أنا أحثُ خواطري
حتى تصافحَ بالوفا يمناكا
يا سيدي في السطرِ ثمة شاعرٌ
عبر القصيدة مشرقا ببهاكا
ذكَرَ الصِبا فتفجرتْ ملكاتُهُ
ورمتْ عليه من البيانِ شِباكا
فمشى على الأوراقِ يرتجل الرؤى
شعرا يخالطُ نشوةً ريّاكا
أنتَ الحسينُ و من تجلى حسنُهُ
أنتَ المعافـا ربُنا عافاكا
يا شعلةَ العلماءِ صيرتَ الدُّنا
ألقاً توضأَ من بهاءِ سناكا
عشرونَ عاماً ثمَّ عشروناً بها
تبني السلامَ و ذاكَ ما أعياكا
منذُ افتتحتَ إلى المعارج منفذاً
ثُمَّ ارتقيتَ تعانقُ الأفــلاكا
خطَّ الزمانُ على السماءِ حكايةً
تحكي فضائلَ ما بنتْ كفّاكا
فلقدْ حفظتَ من المتونِ جميعها
مُتفقهاً في الدينِ ما أغناكا
أرشدت في الإرشاد كلَّ فصيلةٍ
حتى تسرمدَ في الورى ممشاكا
ونشرتَ دينَ الله تحمي سورَهُ
وترد عنهَ الآثمَ الأفّاكا
يا حافظَ القرآنِ دمتَ مخلداً
في قلبِ حرٍّ لمْ يصُنْ إلّاكا
يامن إذا ما زرتَ يوماً مجلساً
إلا ابتسمتَ و أشرقتَْ شفتاكا
و إذا تضوّع طيبُ عطرك ذاكيا
ألهى وشـدَّ الحاضرينَ شذاكا
و إذا صعدتَ على المنابرِ خاطباً
تهتزُ كلُّ مدينةٍ لصداكا
و إذا أتيتَ مُحاضراً أصغى المدى
مُتلهفاً… سبحانَ من سواكا
مازلت أذكرُ كيفَ صُغتَ بدايتي
وخطاي حينَ تشبّثتْ بخطاكا
إنّي و إن عجزَ الحديثُ بأسطُري
سأظل أدعو اللَّهَ أنْ يرعاكا
✍🏻 الشاعر
أحمد بن محمد بن أحمد زقيل.
إهداء لشيخنا الفاضل الجليل الشيخ /حسين بن يحي بن أحمد معافا وفقه الله ونفع به