المشهد الثقافي اليمني غائم الملامح

الباحث علي شعثان: المشهد الثقافي اليمني غائم الملامح
أجرى الحوار:لطيفة محمد حسيب القاضي
كانت بداياته في الصحافة المدرسية منذ المرحلة الإعدادية في السلّم التعليمي باليمن متدرجاً في الإكتساب المهني حول العمل الصحفي فعمل فيها رسميا بداية 1999م ليستمر في النشاط ويحصل في 2009م على ترخيص من وزارة الإعلام يسمح له بطباعة ونشر صحيفة العُلا وتوزّع على مستوى نطاق الجمهورية اليمنية ككل بيد إن الكتابة والنشاط البحثي هما شغله الشاغل ومتنفسه الذهني
وذلك ليس غريب ، لأنه يمتلك العديد من الإمكانيات، والأدوات، ويتحكم بالسطور والكلمات بإحترافية.تجاوز العديد من الصعاب  بأسلوبه المميز  لأنه ثابت الخطى، هو رئيس منتدى العُلا للدراسات رئيس تحرير صحيفة العُلا.قدم كتاب إلى أروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن تحت عنوان : “رؤى بناءة”،وله قيد التأليف:
خلفيات الخلاف – دراسات وابحاث منشورة حول مؤثرات وتصورات وتوقعات الاحداث اليمنية
وكذلك ، “وعي الإختلاف وأثره في كبس بؤر الخلاف”، كما انه مزمع على كتابة مذكراته بخصوص دخول المملكة الأردنية الهاشمية تحت عنوان : أيام قضيناها في الأردن
كان لنا معه هذا الحوار:
– من هو علي شعثان ؟
باحث وكاتب في القضايا المعاصرة والمجال الصحفي رئيس منتدى العُلا للدراسات رئيس تحرير صحيفة العُلا
نشأت في إسرة ريفية محافظة باليمن وتلقيت تعليمي فيها.
أحمل مؤهل البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من كلية التربية جامعة عمران ، بالإضافة إلى الدبلوم المتوسط في علوم الحاسوب من المعهد العالي لإعداد وتأهيل المعلمين أثناء الخدمة ، وكذلك أحمل الدبلوم المهني في الصحافة بصفة باحث وكاتب.
وقد أخذت بعض الدورات التأهيلية لعل أهمها يتمثل في : دورة المهارات الإدارية وحل المنازعات والمبادرات الذاتية ، كما وشاركت في العديد من الأنشطة المحلية مساهماً بمجموعة كبيرة من المقالات الفكرية والدراسات البحثية جلها مُحكّمة ومنشورة على المستوى اليمني والعربي والدولي ( ورقياً عبر المطبوعات و إلكترونياً عبر المواقع )
– ما العوائق التي واجهتك في الحياة ؟
بطبيعة الحال ومن العُرف السائد بأن الفرد وخصوصاً اصحاب التطلّعات والهٍمم حتماً سيمر بمجموعة من العوائق ( ففي القرآن الكريم يُفاد بإن خلق الإنسان في كبد ) والمصاعب المترتبة ، لا أقول على مستوى الميول او التخصص بل على المستوى المعيشي للفرد بشكل عام ، ولكن عندما يتمتع الفرد بنوعٌ من العزيمة يكون التغلّب على الصعاب وتثمر الجهود ( فدوام الحال من المُحال وبالعزيمة يُنجز المُستحال ) .
وعلى ما اُذكر او أتذكّر من السجل الخاص بالمعوّقات المواجهة لنا إن أهم عائق واجهته في الحياة ولازال يتمثّل في مسألة غياب الوعي الثقافي بالنسبة للمحيط الذي عملت من خلاله على تأسيس مركز بحثي يتناول دراسة ومعالجة القضايا ( منتدى العُلا للدراسات ) بالإضافة إلى مسألة عدم الإستقرار بشقيه السياسي والإقتصادي
– وضع المثقف اليمني الآن كيف تراه؟
ليس من نافلة القول بل من حقيقة الأمر نقول إن وضع المثقف اليمني في الوقت الراهن جراء الاحداث هو الأشد تعرضاً للمصاعب والأكثر إبتزازاً من حيث الحقوق الممنوحة  قانونياً والمُتعارف عليها إنسانياً بمفاد أن وضع المثقف اليمني غير مُهيّأ للإبداع المُستحسن.
– ما المعاناة والهموم التي تواجه المثقف اليمني في المهجر؟
يواجه المثقف اليمني في بلاد المهجر جملة من الهموم والاشجان ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، يواجه معاناة الإغتراب والبعد عن الأهل والأصحاب ، في حين أن هموم الحياة المعيشية هي الشغل الشاغل له بالإضافة إلى مواجهة المتاعب القانونية التي إن صح التعبير تُتّخذ نحوه من قبل الدولة التي هو ضيفاً على أراضيها .
بإشارة الى أن دور مفوضية شؤون اللاجئين يعتبر روتيني، ومُغلقة الابواب حالياً بالنسبة للجدد في الأردن الشقيق
– ما هي الامنيات التي تتمناها على المستوى الثقافي في اليمن ؟
بالنسبة للسؤال يُفاد بأن « وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُأخذ الدنيا غُلابا »
بحيث نتمنى على الاخوة المثقفون أن ينسّقوا نشاطهم نحو السلام ورأب الصدع الحاصل في بنية النسيج اليمني والعمل على لملمة الجراح ، كما واتمنى على الأطراف ان تتيح من ذلك.
– حالة المشهد الثقافي في اليمن ؟
من حيث التشخيص الثقافي لحالة المشهد اليمني في الراهن بالمقارنة على ما كان عليه في السابق ، يُفاد بإن العملية الثقافية ومخرجاتها الإيجابية شبه غائبة الإبداع الفني ومتشعبة الأفكار الفلسفية لسبب الأحداث ومراميها على مستوى الساحة اليمنية ككل وليس على مستوى جهة بعينها ،
وبهذا الوصف وهذا التشخيص لا يُمكن أن يُصنف المشهد الثقافي اليمني حالياً فوق منتصف إن لم يكن رُبع خط الإبداع وعلى خانة التميّز الإيجابي .
بمعنى إن المشهد غائم الملامح الجمالية والإنتاجية كُلّياً ويحتاج إلى تصويب و رعاية متجانسة للثقافة في حد ذاتها ومن ينتمي إليها من حيث التخصص والعمل
فقبل الأحداث للعام 2011 وعلى سبيل المثال كانت هناك الجوائز التشجيعية للمجال الثقافي بما يحتوي من أدب وفنون وشعر وقصة ومسرح ودراما و و و الخ.
فكانت جائزة رئيس الجمهورية للشباب وجائزة السعيد للثقافة والفنون والآداب وجائزة العفيف الغير مُعلن عنها إن لم تخونني المعرفة التامة حولها
في حين أنه كانت تصدر العديد من المطبوعات الثقافية والأدبية والفنية كالصحف و المجلات والدوريات بعضها إن لم نقل أغلبها محترفة التخصص المتصل بعملية وصف المنشورات
إضف إلى ذلك أن في العام 2004 تم أختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية خلاله عُرضت المحتويات الرائعة للفن والادب والآثار اليمنية ، وهذا التلميح ليس تمجيداً للسابق بقدر ماهو مقارنة تشخيصية للمشهد الثقافي كيف كان وكيف هو عليه الآن .
-ما مدى تأثير النقد لأي سلبيات في المجتمع وهل ما يتم تشخيصه يلقى أذاناً صاغية ؟
مدى التأثير النقدي للسلبيات في أي مجتمع وخصوصاً لدى الدول العربية  غير مؤثّر إيجابياً لغياب ثقافة التقبّل المصحوبة بحقيقة إفتقاد نقد الذات .
وما يتم تشخيصه لا يتلقّى آذاناً صاغية بإستثناء لدى النزر اليسير من أصحاب الوعي كنُخبة مُجتمعية
تواجه الصحافة الورقية أزمة وجود على مستوى العالم كثير من الصحف قررت إيقاف طباعة النسخ الورقية والإتجاه للمواقع الالكترونية ما رأيك ؟
رأيي بأن هناك من العوامل والاسباب ما أدّت إلى ذلك لعل أهمها يتمثل في الإنتشار المتسارع للأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة بمختلف علاماتها التجارية ومميزاتها الخدمية والتي منها خدمة الصحافة الإلكترونية أضف إلى ذلك تراجع دور المُعلنين على صدر الصحف الورقية كما ويضاف أيضاً أرتفاع تكاليف الطباعة على خلاف تكاليف الربط الالكتروني
بما ان الصحافة الالكترونية سرقت الأضواء من الصحافة الورقية هل لديك أمل بنهضة الصحافة الورقية من جديد ؟
نعم لديّ أمل ولكن وفق الإحتياج اللازم لعمل ما يُسمّى بدراسة الجدوى من حيث تقديم المميزات والمزايا والتي في حقيقتها يجب ان تكون منافسة للصحافة الإلكترونية إن لم تتغلب عليها
برأيك كيف تحيا الكتابة في قلب الكاتب وهل نبضها يتوقف يوماً ؟
تحيا بوجود المطامح والهمم لدى الكاتب ذاته، ولن يتوقف نبضها طالما وهو يتحلى بما يوجد لديه من مطامح وهِمم
ما هي معاير نجاح الكاتب بنظرك ؟
معايير نجاح الكاتب ترتكز في المقام الاول على قاعدة التحلّي والإنضباط والإبتعاد كل البعد عن العشوائية ، أضف إلى ذلك معيار المحيط الإجتماعي للكاتب وسياسة البلد المقيم عليها من حيث حرية الرأي وقمعه
كلمة أخيرة؟
في الأخير نشكر الأعزاء في …….. على كرم اللقاء و شرف التناول الإيجابي للقضايا و التطلّعات .
داعياً النُخب الواعية بمختلف مصنفاتها الفكرية والثقافية إلى وحدة الجهود وعلى كافة الصعد لمعالجة ما تعانيه البشرية من جفاف قيمي وغياب في الأخلاق الحميدة .
ودمتم ،،

Related Articles

Back to top button