حَقِيقَة اَلِابْتِزَازِ اَلتَّرْبَوِيِّ اَلَّذِي لَا يَعْرِفُ عَنْهُ ؟ ! !
كَتَبَ – عَلِي بْنْ سَلِيمْ اَلدَّاوُدِيّ
كَثِيرَ مَا أَسْمَعُ عَنْ اَلِابْتِزَازِ اَلْإِلِكْتِرُونِيِّ، وَالْأَسَالِيبِ اَلَّتِي تَنْدَرِجُ تَحْتَهُ، مِنْ أَجْلِ اَلْحُصُولِ عَلَى اَلْمَالِ مِنْ قَبْلُ اَلضَّحِيَّةِ، إِلَّا أَنَّنَا نَكْتَشِفُ بِوُجُودِ اَلِابْتِزَازِ اَلتَّرْبَوِيِّ اَلَّذِي يَحْدُثُ فِي نِطَاقِ اَلدُّوَلِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِلْمُعَلِّمِينَ أَوْ لِلطَّلَبَةِ أَوْ أَوْلِيَاءَ اَلْأُمُورُ بِصُورَةٍ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ ، إِلَّا أَنَّنِي اِكْتَشَفَ بِأَنَّ هَذَا اَلِابْتِزَازِ بِالْفِعْلِ مَوْجُودٍ دَاخِلَ جَنَبَاتِ بَعْضِ مَدَارِسِ اَلسَّلْطَنَةِ وَبِالْأَخَصِّ فِي اَلْمَرَاحِلِ اَلتَّعْلِيمِ اَلْأَسَاسِيِّ وَالْمَدَارِسِ اَلْخَاصَّةِ اَلَّتِي تَعْرِفُ بِالْحَلْقَةِ اَلْأُولَى بِشَكْلٍ كَبِيرٍ وَوَاسِعٍ دُون اِنْتِبَاهٍ أَوْ مُرَاقَبَةٍ مِنْ اَلْجِهَاتِ ذَاتِ لِلِاخْتِصَاصِ .
لِكَيْ لَا أُطِيلُ فِي تَفَاصِيلَ هَذَا اَلْكَلَامِ اَلَّذِي لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يَحْدُثُ ، إِلَّا أَنَّ مِنْ مَظَاهِرِ اَلِابْتِزَازِ اَلتَّرْبَوِيِّ اَلَّذِي تَجْعَلُ وَلِيَّ اَلْأَمْرِ مُتَغَافِلاً وَلَا يَدْرِي كَيْفَ يُدَارُ أَوْ مَاذَا يَفْعَلُ هُوَ اَلِاحْتِفَالُ بِالْعِيدِ اَلْوَطَنِيِّ اَلَّذِي يَكُونُ مِنْ ضِمْنِ أَسَالِيبِ اَلِابْتِزَازِ اَلطَّلَبَةَ بِصُورَةٍ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ، مِنْ حَيْثُ طَلَبَ دَفْعُ مَبَالِغَ مَالِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ مُشَارَكَةِ اَلطَّالِبِ أَوْ اَلطَّالِبَةِ فِي ” فِقْرَةِ رَقْصٍ ” بِمَا يُسَمَّى لَوْحَةَ مِهْرَجَانٍ مُصَغَّرٍ دَاخِلَ اَلْمَدْرَسَةِ اَلْفُلَانِيَّةِ؛ لِيُقَالَ بِأَنَّ اَلْمَدْرَسَةَ بَذْل جَهَّزَ وَصَرْفُ مَبَالِغَ مَالِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ اَلِاحْتِفَالِ ، إِلَّا أَنَّ اَلْحَقِيقَةَ اَلَّتِي تَكُونُ مَخْفِيَّةً وَلَا يَعْلَمُ بِهَا إِحْدَى هَذِهِ اَلْمَدَارِسِ اِسْتَطَاعَتْ أَنْ تَسْحَبَ أَمْوَالٌ مِنْ مَحْفَظَةِ وَلِي اَلْأَمْرِ بِأُسْلُوبٍ تِكْنِيكِيٍّ وَمُتَمَرِّسٍ وَبِالْأَخَصِّ اَلْمُعَلِّمَاتُ يَتَفَنَّنُ فِي هَذَا اَلْعَمَلِ بِطَلَبِ مَبْلَغِ رِيَالٍ إِلَى خَمْسَةِ رِيَالَاتٍ مِنْ اَلطَّلَبَةِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بِأَنَّ اَلطَّالِبَةَ لَا يَمْلِكُونَ مُحَافِظٌ مَالِيَّةٍ وَإِنَّمَا سَوْفَ يَتِمُّ أَخْذَ اَلْمَالِ مِنْ مَحْفَظَةِ وَلِيِّ اَلْأَمْرِ اَلَّذِي لَا يَعْلَمُ؛ وَكَذَلِكَ اَلْبُكَاءُ اَلَّذِي يُصْدِرُهُ اَلطَّالِبُ لِكَيْ يَكُونَ مُتَمَيِّزًا مَعَ زُمَلَائِهِ بِدَفْعِ مَبْلَغٍ مَالِيٍّ لِفَرْحَةِ اَلْعِيدِ أَوْ لِتَزْيِينِ اَلْفَصْلِ اَلدِّرَاسِيِّ .
نَعِمَ اَلْفَصْلُ اَلدِّرَاسِيُّ اَلَّذِي يُعَدُّ حَلْقَةً أُخْرَى مِنْ عَمَلِيَّةِ اَلِابْتِزَازِ اَلتَّرْبَوِيِّ بِتَوْفِيرِ مَبْلَغٍ بَسِيطٍ لِتَزْيِينِ هَذَا اَلْفَصْلِ بِلَوَائِحَ يَقُومُونَ اَلطَّلَبَةُ بِتَوْفِيرِهَا وَبُعْدِ نِهَايَةِ اَلْعَامِ اَلدِّرَاسِيِّ تُرْمَى فِي حَاوِيَاتِ اَلْقُمَامَةِ .
وَلَا أَنْسَى مُدِيرِي اَلْمَدَارِسِ اَلَّذِينَ يَخْلُقُونَ رُوحُ اَلتَّنَافُسِ بَيْنَ اَلْمُعَلِّمِينَ وَالْمُعَلِّمَاتِ فِي اَلِارْتِقَاءِ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ بِصُورَةِ اَلْفَصْلِ فِي تَرْتِيبِهِ وَتَزْيِينِهِ مِنْ اَلْمَحْفَظَةِ اَلْمَالِيَّةِ لِلْمُعَلِّمِ وَالْمُعَلِّمَةِ اَلَّذِينَ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُنْفِقُوا مِنْ مَحَافِظِهِمْ أَوْ مِنْ مُحَافِظِ وَلِيِّ اَلْأَمْرِ وَلِكَيْ يَنَالَ هَؤُلَاءِ تَقْيِيمَاتِ إِدَارِيٍّ مُنَاسِبٍ وَرَاقٍ أَثْنَاءَ تَأْدِيَةِ وَاجِبِ اَلْعَمَلِ .
وَغَيْرَهَا مِنْ اَلْمَظَاهِرِ اَلْمُتَعَلِّقَةِ بِالِابْتِزَازِ تَحْتَ شِعَارَاتٍ يَتَغَنَّى بِهَا اَلْمُعَلِّمُونَ وَالْمُعَلِّمَاتُ أَمَامَ اَلطَّلَبَةِ مِنْ أَجْلِ اَلْحُصُولِ عَلَى اَلْمَالِ وَهَذَا مَا وَقْعَتُ فِيهِ أَنَا بِنَفْسِي عِنْدَمَا جَاءَتْ اِبْنَتِي اَلصَّغِيرَةُ وَهِيَ سَعِيدَةٌ بِأَنَّهَا سَوْفَ تُشَارِكُ فِي اَلِاحْتِفَالِ بِالْعِيدِ اَلْوَطَنِيِّ لِلنَّهْضَةِ فِي اَلْمَدْرَسَةِ وَبَارَكَتْ لَهَا ذَلِكَ لِتُفَاجِئِنِي بِأَنَّ اَلْمُعَلِّمَةَ سَوْفَ تَقُومُ بِتَوْفِيرِ لِبَاسِ لَهَا وَتُرِيدُ مَنَّنَا مَبْلَغَ ثَلَاثَةِ رِيَالَاتٍ ، هَذَا اَلْأَمْرِ اَلَّذِي جَعَلَنِي أُرَاجِعُ نَفْسِيٍّ ، لِمَاذَا تَطْلُبُ اَلْمُعَلِّمَةُ مَبْلَغَ ثَلَاثَةِ رِيَالَاتٍ عَنْ قِيمَةِ اَللِّبَاسِ طَالَمَا اَلْمُعَلِّمَة وَإِدَارَةِ اَلْمَدْرَسَةِ تُرِيدُ أَنْ تُقِيمَ هَذَا اَلِاحْتِفَالِ بِنَفْسِهَا وَلَمْ يَتَقَدَّمْ وَلِيُّ أَمْرِ اَلطَّالِبِ أَوْ اَلطَّالِبَةِ بِهَذَا اَلْأَمْرِ ؟ عِلْمًا بَأنَ إِدَارَةَ اَلْمَدْرَسَةِ يُوجَدُ لَهَا مَبْلَغٌ مَالِيٌّ أَوْ تَبْحَثُ عَنْ جِهَةٍ لِدَعْمِ فَعَّالِيَّتِهَا أَوْ اِحْتِفَالَاتِهَا وَلَيْسَ أَنْ تَبْحَثَ عَنْ مَحْفَظَةِ وَلِيِّ أَمْرِ اَلطَّلَبَةِ لِكَيْ يُنْفِقَ عَلَى اَلِاحْتِفَالَاتِ وَالنَّاشِطِ اَلَّتِي تُقِيمُهَا اَلْمَدْرَسَةُ اَلَّتِي تَعُدْ صَرْحًا تَرْبَوِيًّا وَعِلْمِيًّا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ .
سُؤَالِي اَلَّذِي أَبْحَثُ لَهُ عَنْ إِجَابَةٍ قَانُونِيَّةٍ فِي اَلْوِزَارَةِ اَلْمُخْتَصَّةِ : هَلْ يَحِقُّ لِلْكَادِرِ اَلتَّعْلِيمِيِّ طَلَبَ مَبَالِغَ مَالِيَّةً مِنْ اَلطَّالِبِ لِكَيْ يُشَارِكَ فِي فَعَّالِيَّةِ أَوْ نَشَاطِ دَاخِلَ اَلْمَدْرَسَةِ وَخَارِجِهَا وَتَزْيِينِ اَلْفَصْلِ اَلدِّرَاسِيِّ دُونَ أَنْ يَطْلُبَ وَلِيُّ اَلْأَمْرِ ذَلِكَ ؟