المفلح والمفلس

الكاتبة : شفياء الاسمري / جدة

من هو المفلح والمفلس من الناس..؟
المفلح من الناس هو الذي جلس مع نفسه و عرف كيف يزكيها ..
قال تعالى
( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها )
و المفلس من دساها بمعنى بدل أن يغير طباعها السيئة، هرب منها و تركها لوحدها..
و حتى إن خلا بها يبدأ يناقشها يناقشها و في الأخير يجد لها الأعذار حتى في غلطها..
بينما الذي زكاها فهو الذي..
خلا بنفسه و اشتغل عليها ..
و جعلها المتهم الأول في كل جلسة..
و المعني بكل نصح و إن كان هو قائله..
و المكشوف المفضوح بين الجالسين لانه لا يعلم عيوبه يقينا إلا هو..
و عرف أنه اثنين لأن الله يقول قد أفلح (هو)
من زكاها (هي)
فالعاقل إذا يعرف أنه اثنين فيختلي بنفسه و يقول لها معقول أموت و آخذك معي بهذا الشكل..
تعالي أضع يدي في يدك و ندخل معا عالم القضاء على الطباع السيئة..
عالم التطبع حيث تاء السمو، تاء التدريب، تاء المغالبة و المحاسبة التي ذكرها ربنا تبارك و تعالى في قوله (تعالوا) بمعنى أطلبوا العلو..
و ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم..
و الحلم طبعا هو مجاهدة النفس و تدريبها على ضبط انفعالها..
لأن الجنة ملأت بأهل التطبع الذين يجاهدون أنفسهم لتغيير طباعها السيئة..
يقول الامام مالك جاهدت نفسي عشرون سنة حتى طوعتها..
بينما ملأت النار بأهل الطباع الذين يصرون على طباعهم السيئة و يقولون هذا طبعي لن أغيره بمعنى هكذا تربيت ..
أو يقولون ( ألفينا عليه آبائنا أولو كان آبائهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون)
المصدر
أ.د إبراهيم الخليفي المتخصص في سيكولوجية النمو و تطبيقاتها التربوية..