مالنا عن مجالسنا بد !!
الكاتبة / ندى صبر
عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِيَّاكُم وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقاتِ، فقَالُوا: يَا رسَولَ اللَّه، مَا لَنَا مِنْ مَجالِسنَا بُدٌّ، نَتحدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِس فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ،)
لم يمنع رسولنا الكريم، المجالسة والكلام ،ولكن وجهنا ان للمجالس حقوق وآداب، والنهي ليس للتحريم، وإنما للتنزيه؛
أنّ الانسان بطبيعته اجتماعي، ويحب مجالسة الناس والخلطة والتحدث اليهم ويأنس بذلك،
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم
يا أباذر اذا وجدت الجليس و الصديق الحسن فهو أفضل من الوحدة بلاشک، و ان لم تجده فالوحدة خير من جليس السوء.
إن الانسان يتأثر بمحيطه وأصدقاءه و من يجلس معه
لذا قالوا: «اذا اشتبه عليکم حال الرجل فلم تعرفوه فانظروا الى خلفائه و جلسائه»
فهل مجالسنا نافعه ام ضارة ؟
يمكن معرفة ذلك، من مدى الراحةِ والفائدة التي نشعر بها في حال المنفعه ،او حال الشعورِ بالضيق والانزعاج والتوتر ، وتأثيرها على حياتنا ،في حال المضره ،
فلا تسقي قلبك ،ومجلسك بسموم القيل والقال، وعثرات اللسان “اللت والعجن” وإضاعةٌ للوقت في الملهيات والسهرات وفيما لا يفيد،
أحاديث سطحية، وضحكات مصطنعه، تنتشر فيها الغوغاء والوباء والغيبة والنميمة فهي لاتسمن ولا تغني من جوع ،بل ذنوب وآثام تجلب النقمة لتلك المجالس..
قال تعالى ( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
حكاية القيل والقال، روايات لا تنتهي لذلك يجب أن نوزن مانقوله وننقله، ونغربل مانسمع ونطرده فهي كقنبلة موقوتة ترتد على صاحبها لأن البعض يعتقد أن الثرثرة هي المسلك الاسهل، لكسب الناس،والحصول على محبتهم ،ولكنه يخسر نفسه، ثم من حوله إذا سقط قناعه، واتضح سلوكه ومسلكه!
قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ)
ختاما : مجالس ماتنفعك ماترفعك
فما أجمل المجالس التي تلتزم بوصايا سيد البشر عليه الصلاة والسلام.