بروفايل.. البطل لعموري بوفاتح 1919_ 1958 شهيد الثورة التحريرية الجزائرية

محمد غاني _ الآن 

هو بوفاتح بن محمد ابن التلي بن عامر لعموري أمه فاطمة برجوح المدعوة (الحمراء) ولد عام 1919م بصحراء عين عيسى (أم الطيور) عاش حياة البدو و الرحل٬ كان له ثلاثة إخوة البشير و زمولي و أحمد و أختهم الريم و خديجة شكلوا عائلة ثورية في أحضان أمهم الحمراء المعروفة بالجود و النضال في المنطقة أم الطيور بولاية المغير٬عاش بوفاتح يتيما و كان أخوه البشير هو ولي أمره بعد أبيه. كان أنموذجا من نماذج الكفاح إمتاز بصفات لم تكن في أقرانه إنها الدهاء والحيلة وعزة النفس لا يحب الذل و الهوان لا يرد له طلب بين إخوته كان مطيعا مثقفا له كل خصال الرجل الشهم الذي لا يعرف الخوف و المحال. أتقن اللغة الفرنسية جيدا و رياضة الملاكمة كان متعصبا و شديدا لأنه ترعرع في بادية البؤس و الشقاء. شهد فترة الإستعمار الظالم المستبد في صغره فكانوا له ألذ الأعداء لما رآه من تعذيب لحق بأهله و باديته.
عماله الثورية
شهدت فترة ما قبل إندلاع الثورة التحريرية المظفرة هجرة العديد من الشباب و الكهول إلى أوروبا وفرنسا و باقي أنحاء العالم٬ سي بوفاتح كان من بين العناصر التي هاجرت إلى فرنسا مقصدا للعمل و ذلك عام 1952م و عمره آنذاك 33سنة حيث قضي عدة سنوات هناك مع رفيقه وابن عمه محمد الطاهر. عند إندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة في الجزائر عام 1954م إنتقل إليه خبر إندلاعها فإنظم إلى مجموعة خاصة في جبهة التحرير الوطني بباريس و أصبح من أبرز عناصرها و هاجم العدوان الفرنسي في عقر داره و استعمل عدة أساليب كالترهيب و بث الرعب في نفوس الفرنسيين من خلال المهاجمة ليلا على القرى و المد اشر مع مجموعة من الأعوان منهم النعمي محمد و يحي خليفي و محمد الطاهر و ذلك إثر نقل الثورة إلى الأراضي الفرنسية٬ غير أن أخاه الأكبر طلب منه الرجوع و ذلك بالاتصال به عن طريق جبهة التحرير لمساندة الثورة في بلاده لأنهم بحاجة للكثير من أصناف المجاهدين. عند رجوع سي بوفاتح للجزائر عام 1956 م و بعد إنعقاد مؤتمر الصومام إزدادت الثورة تنظيما فإلتحق بصفوف الجيش الجزائري و دعمهم بالمسدسات المهربة في الرغيف (الخبز) من النوع الفرنسي و صار صائدا للعملاء الفرنسيين. إمتدت مناطق كفاحه من بسكرة نحو جامعة و خاصة منطقة الشحمي ضاحية قرية البعاج بأم الطيور التي إتخذوا منها ثكنة عسكرية نائية عن أعين الاستعمار و كان رفقائه حينها الشهيدين رقيعي أحمد بن لعجال و لعموري محمد بعض العناصر الأخرى المعروفة في المغير. كانوا ينفذون خططهم ليلا و التعرض للقوات الفرنسية. و نظرا لحدة بصره و مهارة ملاعبته للعملاء في وقت مضى كلف بمهمة نحو دائرة جامعة بالتحديد منطقة (وغلانة) بقتل أحد كبار عملاء فرنسا الجاسوس الذي يشكل خطرا كبيرا على كل نواحي منطقة وادي ريغ حيث نفذ العملية بإطلاق عدة رصاصات على صدر العميل الذي كان يرتدي درعا واقيا تحت برنسه فنجي من الموت بعد دخوله المستشفى العسكري الفرنسي٬ بعد مرور عدة أيام خرج العميل من المستشفى متوجها مع طائفة من العسكر إلى أم الطيور لإلقاء القبض على سي بوفاتح تحت ظروف سرية كان خلالها بوفاتح بظن منه أن العميل قد مات. فألقوا عليه القبض مع إخوته و لاقوا العذاب الشديد بكل وسائله في سجن (دار دياب) بالمغير أما سي بوفاتح فقد تعرض لعذاب أقسى في جامعة بالكماشة والكهرباء بعد ذلك نقل إلى مركز البحث و الاستجواب من قبل عناصر المخفر. لكن عز الوطن يولد الشجاعة فقد ضرب بوفاتح النقيب إلى منطقة الرجولة بركلة حتى أسقطه أرضا على خطى الموت المفاجئ و لاذ بالفرار لكن العسكر كان يحيط بالمقر من كل جهة.
وفاته
ألقي عليه القبض و ربط بسلاسل المحاطة به وثبتت هذه الأخيرة بسيارة رباعية الدفع و أخذوا يجرونه من جامعة نحو تندلة قرابة 15 كم حتى خضب بالدماء و لم يشفى غليلهم بعد فقد رموه بالرصاص معدوما فوافته المنية على شوق الدفاع عن الوطن في سبيل الله و قد شهد أهل تندلة بقصته و صار حديث الناس في الشجاعة و المروءة فدفن فيها عام 1958م٬ ويروي أقرانه من المجاهدين أنه بعد إعدامه شدد الإستعمار الفرنسي الخناق على المنطقة نتيجة إنفضاح عمالة الفرنسيين في المنطقة و ترصد المجاهين لهم٬ فإندلعت معارك ضارية بين المجاهدين و جيش الفرنسي في المنطقة سقط فيها العديد من الشهداء فكانت أغلب معارك أم الطيور عام 1958م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى