التغريب الثقافي
الكاتبه/ سلوى خلفان المقباليه
التغريب الثقافي هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، يرمي إلى صبْغ حياة الأمم، بأسلوبالغرب، ويرجع ذلك لأهداف أهمها التبعية الكاملة للحضارة الغربية .
فالدعوة للحفاظ على خصوصيتنا الثقافية، أمر في غاية الأهمية، خاصة بعد أن كثرت المخاطر التي تواجه أمتنا العربيةوالإسلامية وتهدد ثقافتنا وهويتنا الوطنية؛ وأهمها الهجمة الشرسة ضد الإسلام واللغة العربية وحالة التغريب السائدةفي ظل العولمة، وتأثير ثقافة العدد الهائل من الأجانب، والتغيرات السريعة في كثير من جوانب الحياة الاجتماعيةوالثقافية… الخ لذلك يجب أن نتحدث بصراحة وندق ناقوس الخطر عن تلك المخاطر وتأثيراتها الحادة والتي لعبت دوراًكبيراً في إضعاف الجسد الثقافي والتي جعلته يعاني من حالة ضعف في أسلوب المقاومة،كما تسببت في اختفاء العديدمن القيم والملامح الثقافية والاجتماعية الأساسية في المجتمع وكان لهذا التغريب الثقافي موجه تغريب كبيره على دولناالشرقيه وان الدعوة للحفاظ على خصوصيتنا الثقافية أمر في غاية الأهمية خاصة بعد أن كثرت المخاطر التي تواجهأمتنا العربية والإسلامية وتهدد ثقافتنا وهويتنا الوطنية ،وأهمها الهجمة الشرسة ضد الإسلام واللغة العربية وحالةالتغريب السائدة في ظل العولمة.
فالتغريب سلاح استخدمه الغرب في كثير من الأحيان للسيطرة والاستعمار وخدمة مصالحهم، وهذه الهيمنة تعد من أهمأولوياتهم، وقد تمكنوا من استقطاب بعض النخب من المثقفين لدى المسلمين ممن تبنَّوا أفكار النموذج الغربي للتأثيرعلى المثقفين، فهؤلاء جسر عبور تمر عبرهم حملات التغريب،فهم يعملون على التنظير للغرب والترويج لأفكارهم وجعلهمنموذجًا للتقدم والتنمية، ساعدهم في ذلك التخلف والهزائم في مجالات متعددة، حتى تضخم لدى بعض المنهزمين الأفكارالغربية وتأثير ثقافة العدد الهائل من الأجانب، فهناك اليوم تغليب لاتجاه التغريب، لاسيما في مجال التعليم والثقافة،ومن دلائل ذلك هيمنة الفكر المستورد واللغة الأجنبية في مؤسسات التعليم والعمل الى جانب التدهور الذي أصابمفاهيم الانتماء الوطني، لاسيما بعد ضمور التعليم الوطني كوسيلة أساسية لدعم الهوية الوطنية وترسيخ الانتماءالوطني هنا نقول بأننا نحتاج بالفعل إلى دراسات ومراكز قومية متخصصة تقيس لنا قوة مساحة اقتحام النموذجالتغريبي في ثقافتنا المعاصرة، وفي عمليات التحول الاجتماعي والثقافي والاقتصادي التي تتحرك في مجتمعنا !؟
اضافه الى تلك المظاهر والأسباب معاً؛ نحتاج لزيادة الاهتمام بالثقافة الجادة، أي التركيز على المواد والموضوعاتالثقافية السطحية، سواء في القنوات الفضائية أو الصحف والمجلات، حيث تتوقف الثقافة عند حدود الترفيه والإمتاعالفني والتسلية والإغراء.
وقد كان جراء ذلك التغريب ما حصل لنا فلقد تآكلت بعض القيم والعادات والتقاليد بشكل أسرع من السابق، وهو مانراهفي قلة الاحتشام وزيادة السفور، وظهور سلوكيات مشبوهة بين الجنسين لتصبح مألوفة في الشارع هذا اضافه الى زيادة حالة الفردية والانعزال وتخلي العديد من أبناء الجيل الجديد عن كثير من ثوابته وقيمه والشاهد فيه ايضا الميلالمتزايد في تغليب المفاهيم والاتجاهات والنماذج التي تتصل بالسلوك الغربي في المأكل والملبس والمسكن والمظهروالشكل والعمران هذا بجانب الخلل في اشكالية أن نعترف بها، و لعب دوراً مؤثراً في تخلفنا، إذ نعاني أساساً من حالةتخلف تعود إلى عصور التراجع الحضاري، ولم نعالج هذا التخلف بصورة دقيقة وبوعي تام ومتقن.
فالغرب يمنحنا التكنولوجيا لكنه لا يمكننا من صناعتها بل أيضاً يحجب عنا أسرارها ولكن أعظم أشكال التغريب الثقافيالذي تحقق بواسطة وسائل الإعلام الغربية فقد اصبحوا أبناءنا وفلذة اكبادنا عقولهم مبرمجة ومقولبة بالقالب الغربي،وبشكل خاص بسلبياته، فباتوا يقولون: “إن ثقافة الغرب هي ثقافه العصر هي ثقافه الناجحين في الحياه والقويين وانالذي لا يتقيد بها فهو حَجْر على العقول ويكون منبوذ بينهم ” وبهذا يكون الغرب قد حقق مبتغاه، وزرع بين أبناءالمسلمين عقولا غربية تماما على أجساد شرقية، فهم حملة لواء مطالبه وهم الذين سيسعون لتحقيق رغائبه، وسيكونونوكلاء ينوبون عنه في بلادهم .
هذه هي الثقافة التي سعى الغرب لنشرها ونقلها إلينا وهذا دليل نجاحه وهذه هي ثمرة الغزو الإعلامي فتجد الكثير منالقنوات الاعلاميه يخلقون لهذا التغريب الأسباب والمداخل والحجج المضللة، يجملون صورته على حساب الوطن والأمةوالدين واللغة، ويسهلون له فرض هيمنته،وليت الأمر يتوقف عند ذلك، بل انه انتقل إلى مرحلة أخرى، وهي تخويف الرأيالعام من فئة المثقفين والكتّاب أصحاب الثوابت الذين يحرصون على الوطن والأمة والدين واللغة فيشككون في كتاباتهمبكلمات غاية في السطحية والجهل ليس لها قيمة أو معيار علمي.
نحن هنا لا ندعو للانغلاق على الذات ولا نهون من أهمية المشروع الحضاري الثقافي العلمي الغربي، لكننا فقط نتحدثعن خطورة هيمنته التي وصلت إلى درجة “العنف الثقافي” والتخريب الفكري و أخطر جوانبها السلبية هو إبعاد الناسعن الإسلام وصبغ حياتهم بما لا يتلاءم مع آدابه وأخلاقياته.
فليس هناك مشكلة في أن نأخذ منه عناصر القوة شريطة أن يكون ذلك مع مراعاة خصوصيتنا العربية والإسلامية بحيثلا نجعله سلاحاً مضاداً لتذويب ثقافتنا فلو تحركنا نحو النهضة والتطور والتقدم والتوسع التنموي والإثراء الفكريوالانفتاح على الآخر، لا يجب أن ينسينا من نحن، وبماذا نتميز، وما هي حضارتنا؟ وبماذا نختلف عن الآخر؟ وما الثوابتوالمتغيرات في خصوصيتنا الاجتماعية والثقافية التي يجب أن ننطلق منها؟
وبالرغم من أن الاتجاه التغريبي نجح مع البعض، إلا أنه لا ننسى انه ما زال هناك الكثير أيضاً منهم ثابتين على فكرهمبالهوية الوطنية والثقافة والتقاليد الموروثة يدعون لوقف أساليب التغريب ويعملون على تفنيد دعوات المستغربين، لذافالتحدي والمواجهة ضرورة حتمية من أجل حماية الهوية وحفظ كيان الأسرة المسلمة وأخلاقهاو إن إصلاح المجتمع وإعادة بنائه بناءً إسلامياً صحيحاً يحتاج إلى إصلاح وسائل الإعلام أولاً، وإيجاد الإعلام الإسلامي القادر على والتوجيه والتأثير والتصدي للتغريب والعلمانية.