الأم :

باب الخير ومفتاح العطاء رمز الجود والحب والوداد المنهمر ؛ أغنية الشوق المستعر ... الحنان الجلى .. وفيض الشوق المستعر ..

باب الخير ومفتاح العطاء رمز الجود والحب والوداد المنهمر ؛ أغنية الشوق المستعر … الحنان الجلى .. وفيض الشوق المستعر ..

أم طاهر سيدة ريفية طيبة وحنونة ومعطاءه لكن الجهل والغيرة .. من أذرع الشيطان كانت تملك من الأولاد أربعة طاهر وهاشم وكاشف ووحيد؛ ومن البنات أربعة ثريا وعلياء خديجة ومنية … كان أكبرهم طاهر .. الطاهر الطيب البسيط والوحيد الموظف بكليته وشهادته الجامعية .. ولم تكن لهم ثروة زراعية كثيرة فكانت قراريط قليلة ولولا وظيفة والدهم عامل فى وحدة القرية البيطرية ما كانت قراريطهم تسد الرمق … ولسوء حظ طاهر كانت من عادات أهل القرى المصرية قديما أن الزواج واختيار العروس يكون حق للأسرة وأفرادها أكثر ما هو حق العريس وزوج المستقبل نفسه .. والأخرى أن الزوجة تخدم الأسرة جميعها قبل الزوج … والبيوت مفتوحة لضيافة البنات بازواجهن وأبنائهمن وخدمة جميع ضيوف المنزل وليست لها حقوق زوجية إلا فى غرفتها إذا وصلت الغرفة متيقظة .. ولم تنم فى المطبخ أو فى الكرار … لكن طاهر تمرد على ذلك القانون القبلى والثروة المهين .. وأبى أن يختار الجميع الزوجة المستقبلية له … ورفض الزواج إلى أن قبلت الأسرة شرطه فى إختيار الزوجة .. إختيار طفلة يافعة فى أيامها الأخيرة فى دبلوم الصنايع … ورغم جمالها وبساطتها وطيبتها لم تكن تعجب أحد … من أسرته ولا عائلته جميعها .. وكان التنمر العائلة والأسرى يسبق كل رد فعل لدرجة أنها كانت تعد شاى الإفطار لهم وتحضر الماء المغلي والشاى والسكر ليعد كل فرد كوبه بنفسه أو تقوم الأم بذلك ..
وتكثر التلاكيك والحجج لطرد طاهر من المنزل وزوجته فيبحث عن منزل بالإيجار فى القرية وكان ذلك عار كبير إلا على المغتربين والموظفين من مكان بعيد … تحمل الإيجار والوحدة والحرمان من خيرات الغيطان وما زرعه بنفسه ويرى بعينيه غرس يده يضيع ويبور وليس له الحق حتى فى رعايته وكأنه ليس وريث معهم … ولا يمل من زيارة والدته وبرها حاملا ما تشتهيه نفسه وبيته ولا يستطيع أن يتذوقه لارضائها وعدم إغضابها .. وقبل أن يدخل عبدالرحيم ابنه الاول المدرسة رزقه الله بأحمد .. وبعد ثلاث سنوات سارة .. ثم محمود ثم يمن … ولكن لسوء حظه كان جميع ذريته معوقين البطي التعلم والمشلول الرجل والاعمى والاصم والأخنف … ورغم ذلك كان صابرا محتسبا كثير الشكر لله … وبعد أن أنهى ابنه الكبير تعليمه وتقدم للتعيين فى بنك القرية … ذهب به إلى المدينة لاستخراج مسوغات التعيين وما طلب منه لاستلام الوظيفة .. ركب بجواره رجل ليس من قريته ولكنه من قرية بعيدة لم يسمع بها من قبل فرد عليه السلام وأخذ يضع يده فوق قورته ويتمتم بآيات قرآنية وقال له ابنك ده مش مريض ولا يمن ولا محمود ولا الباقيين أنت اللى مريض ومسحور … مدلك سبع ورقات من شجرة نبق متساويين وشوية ملح رشيدة خشن من العطار وبينهم فى النجم مكشوفين وقبل الشمس استحمى واشرب منهم ….
فلم يتركه إلا بعد أن عرف إسمه وعنوانه …
وعندما عاد لبيته ونسى كلام الرجل الحشرى اللى عامل فيها شيخ مارس حياته إلا أنه فوجئ بابنه عبدالرحيم يدخل عليه وفى يده اليمنى ورق النبق واليسرى الملح الخشن … فتذكر كلام الشيخ واحس بضرورة فعل ما طلب منه اعدم إحباط الولد مؤكدا عليه ألا يخبر أحدا من إخوته بذلك حتى لا يعطيهم أمل كذاب … وقبل الفجر أوقظ عبدالرحيم والده ليستحم بالماء
وكانت المفاجأة بعد طول معاناه وصبر وإحتساب وحمد … لم يعد فى بيته مريض بالسحر وشفى جميع الأولاد … وقرر زيارة الشيخ وشكره .. ولك هنا كانت المفاجأة …
من التى ذهبت للشيخ وكذبت عليه واوهمته بأن هذا الشخص جاحد وعاق وطرد أمه وإخوته من منزلهم واستولى على ميراثهم … أن هذا الإنسان يستحق العذاب ولا يجب أن يفرح بذريته بل يعانى معهم وتعذب بنظرته إليهم ….
يتبع :
طارق موسى
٠١٠٠٣٦٥٣٢٣١

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى