التواصل ثقافة
بقلم الكاتب : فايز العرابي
ثقافة الاتصال الإلكتروني والتواصل عبر
نوافذ البرامج و التطبيقات .. اقتحمها
كثيرٌ من المثقفين أصحاب العلم
و المعرفة .. إلا أن البعض من هؤلاء
يجهل الانفعالات النفسية التي تعتري
الفكر في حال النقاش أو التعقيب
أو الرد لاسيما إذا حدث الاختلاف …
فينشأ عن ذلك تعقيدات يترتب عليها
إسقاطات مثيرة ومزعجة وأحيانًا تكون
مسيئة .علمًا أن المُثير قد يكون ناتجا
عبارة لم تكن مقصودة أو كلمة
ما كانت محسوبة تمخض بها أسلوب
جاف ..
و الذي يغيب عن فكر متعاطي الثقافة
و متداولها عبر هذه البوابات هو أن
الكلمات المجردة من تعبيرات الوجه
و تقاسيمه و الإماءات و ما يصاحبها
من نظرات … تكون جافة إلا إذا تمت
معالجتها بمحسنات جمالية تلبسها
ثياب الحسن ..إما بالأسلوب المنمّق
الجميل أو بتضمينها أدوات مصاحبة
كالورود و الابتسامات والمصقات
الآخرى المناسبة ..
ولعل المتابع يدرك أن التعبيرات الشكلية
و اللغة الجسدية التي تكسو الكلام الرداء
الذي يريده صاحبه .. هي مفقودة في مراسلاتنا الكتابية و علينا في كل الأحوال
تعطير كلماتنا بأجمل أنواع الطيب حتى
مع الاختلاف ..
و في هذه البرامج لا يبرز إلا المتمرس
و الشخص الذي يقيس الأمور بمقياس
الوعي و الحكمة و الفهم و الإدراك
و لديه مهارات مكتسبة للتعامل مع
الآخر عبر المراسلات الإلكترونية ..
و ما لاحظته في هذه البرامج أن العصر
النسائي يجيد هذه اللغة بإتقان و هنَّ
أفضل من يستخدم الأدوات الرمزية
كمؤثرات إيحائية لتلطيف الأسلوب
و إعطائه قيمة في التأثير و أدركنا
حقيقةً أن تفوق المرأة في تحسين
صناعة الكلمة جعلنا نحنُ النصف
الآخر نستفيد منها بطرق تزيين
ردودنا بما يلزم من أدوات التجميل
مما كان له الأثر الإيجابي في استمرار
علاقات التواصل الاجتماعي و تقريب
وجهات النظر و بناء شخصية مهذبة
لما نطرحه و نتعامل به عن بُعد في
كل الأحوال ..
في حين أن التواصل الإلكتروني خلق
ثورة اندماج و تقارب.. لكنها في كثير من
الأحيان كانت سببا في القطيعة الأسرية
ومنها حدثت تكتلات و أحزاب في العمل
كل ذلك كان بسبب سوء استخدام
الألفاظ ..