صدفة…
لمحته صدفة !
في الزحام ،
يحمل طفلة !
ويمسك بعشرة !
يتبع زوجة !
وقد ازداد وزنا ،
وغزا الشيب شعره !
وكبر سنا !
كان لها يوما في الصبا ،
حلما !
انتبهت لخاطرة ؟
تنهاها ، وتجزر ،
أبعد هذا العمر !
تذكر !؟
فأسدلت سريعا حجابا ،
على ما فات .
وترددت في أعماقها الكلمات ؟
لنبقى في الخيال !
أبقى لنا !
ولنكن حلما !
لا حقيقة ،
ولا واقع ، يجسدنا !
ولنكن أملا ،
يرنون إليه ….
وغدا مرتقبا ..
فلعلنا ؛
إن أصبحنا واقعا نتنفس حقيقته ،
لفقدنا بريقنا ، وهالة ، كانت تحيط بنا !
وغدونا نمارس الحياة ،
كغيرنا !
وتتراجع لهفتنا،
وتختفي عواطفنا ،
بل ،
وتملنا !
و نمتهن كل واقع ..
أو نكون
كلحن ، مللنا سماعه .
وكتابا ،استوعبنا فصوله ،
وكشفت نهايته .
ولم يعد هناك جديد !.
ولا كلمات منمقة ،
ولا مواعيد مسبقة ،
ولاحديث جذاب ،
يبهج مجالسنا !
وسنغدوا “مستهلكين ” !
ونعود بشرا !
بعدما كنا كملائكة !
محلقين ….
تخفق لنا القلوب ،
وتشتاق لنا كل عين .
فلنبق إذن في الخيال ؛
يصعب الطريق إلينا ،
ولا ننال !
ونخلد بجمالنا ،
ولا نزال .
هند هرساني .
” منى إن تكن حقا تكن أطيب المنى ،
وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا ” .