صلاح العبري يكتب: لقابوس وهيثم وجهُ الزمانِ استجاب
بِقلم / صلاح بن سعيد العبري
” أعز الرجال وأنقاهم السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – ” هكذا وصف الخلف الأمين مقام حضرة صاحب الجلالة هيثم بن طارق المعظم – أعزه الله – السلف الحكيم والدنا الخالدُ في قُلوبنا جلالة السُلطان قابوس – عليه من الله شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان ، وذلك في خطابه السامي الأول بعد توليه مقاليد الحكم خلفاً لأعزِ الرجال وأنقاهم .
سنظلُ نحنُ العُمانيون مهما تعاقب الليالي والسنون نستذكر مناقب الراحل الكبير ، الغائب عن الأعين ، الحاضر في القلوب والوجدان ، جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي ـ طيب الله ثراه – الذي تولى مقاليد الحكم في سلطنة عُمان في 23 يوليو 1970 م ، خلفاً لوالده المغفور له بإذن الله السلطان سعيد بن تيمور – رحمة الله عليه – والذي أشرقت مع توليه الحكم شمس الدولة العصرية ، فقد شهدت سلطنة عُمان نهضة شاملة ومكتسبات تنموية عمت ربوع الوطن العزيز . وتجسد ذلك في الإنتعاش الإقتصادي والنمو والتنمية في شتى مجالات الحياه ، حتى أصبحت مكتسبات عهده الخالد تلامس واقع الإنسان العماني على إمتداد التربة العُمانية التي زرع فيها – طيب الله ثراها – غرس الخير والنماء . فقد اهتم بالتعليم فأنشأ المدارس والجامعات في كل أرجاء البلاد وأنشأ جامعة السلطان قابوس التي ذاع صيتها في كل أنحاء العالم. وفي المجال الطبي قام ببناء المستشفيات والمراكز الصحيّة وتم تجهيزها بجميع المستلزمات والأدوات والأدوية والأطباء، وفي المجال الصناعي فقد ركز اهتمامه – غفر الله له – على إنتاج النفط وتكريره فقام بإنشاء المصانع المتطورة ومحطات للتصفية والتكرير وقام بتصديره إلى الخارج ودعم اقتصاد البلاد من عائداته ، بالإضافة إلى بناء مصانع الإسمنت ومصانع تعليب الأسماك والتمور ودعم القطاع الزراعي وتشجيع المزارعين وتزويدهم بالآلات المتطورة والمعدات الحديثة، وتقديم الدعم اللازم والكافي لتحريك عجلة الإنتاج لتحقيق الاستقلال الذاتي الغذائي للبلاد، فتحولّت السلطنة في عهده من بلدٍ مستهلك إلى منتج ومن مستوردٍ إلى مورد، بالإضافة إلى بناء شبكةٍ متطورةٍ من المواصلات البرية والبحرية، والموانئ والمطارات منها ميناء السلطان قابوس وميناء ريسوت وميناء صحار وميناء الدقم .
وعلى الصعيد الخارجي قام – طيب الله ثراه – بتوسيع العلاقات مع الدول المجاورة ودول العالم بعد تأسيس وزارة الخارجية وساهم في دخول سلطنة عمان في الجامعة العربية ، وبنى علاقات خارجية مبنية على العلاقات القوّية مع دول الجوار وعدم التدخّل في الشئون الداخلية للغير ، وقام بتدعيم علاقات السلطنة معهم جميعاً وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم ومناصرة القضايا العربية والإسلامية ودعمها في كل المجالات ، واتخاذ مواقف حيادية ايجابية من القضايا الدولية. وقام بفتح أبواب السلطنة على العالم من خلال إنشاء القنصليات والسفارات والهيئات الدولية وإرسال واستضافة البعثات الدولية. وقام بتحقيق الأمن والاستقرار داخل السلطنة وتوطيد العلاقات الخارجية ودعم عمليات التنمية في كافة المجالات. وحقق التعاون مع دول الخليج العربي في المجال الدفاعي المشترك لدول الخليج العربي (درع الجزيرة) ودعمه لمنظومة مجلس التعاون الخليجي .
حبيب القلوب ” قابوس بن سعيد ” الخالدُ الأبديُ في القلوب .. حقاً كان وسيظل ” قابوسنا ” عزيزاً علينا ، رجل السلام والحكمة وكهف الأرامل والأيتام ، ومؤسس نهضة سلطنة عُمان التي سطرتها مكتسبات عهده الماجد ، والتي سيخلدها التاريخ بأحرفٍ من نور .
وتسموا عُماننا نحو ذرى المجد ، تواصل نهجها السامي ، بقيادة فذه حكيمة يقوم ركبها ويرعى مسيرته عالي المقام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – أيده الله – وعين الله ترعاه وتحفه عنايته – وتآزره دعوات أبناء شعبه الوفي ، لما فيه خير هذا الوطن الغالي وأبناءه الكرام الأوفياء .