المرجع الحسيني في نداء الجمعة من الرياض: الإسلام ينهي عن الإسراف والتبذير والبخل
وجه المرجع (اللبناني/السعودي) السيد محمد علي الحسيني نداء الجمعة من الرياض وتناول فيه موقف الإسلام من الإسراف والتبذير، انطلاقا من ان الدين الحنيف بشريعته المحمدية وضع منهاجا عاما يتصدى لمختلف الأمور الدينية والدنيوية، ورسم الخطوط الخاصة والعامة لسلوك الانسان في معالجة مختلف الشؤون في حياته وبيئته ، حرصا على سير الفرد والمجتمع في السياق الصحيح للحياة الحرة الکريمة.
واكد الحسيني ان الإسلام دين الوسطية والاعتدال يسعى لمعالجة الأمور والقضايا المختلفة بأسلوب وسطي بعيدا عن الإفراط في التشدد ولا التفريط في الليونة ، ومن هنا جاء الموقف من الإسراف الذي يعني الزيادة بالشيء دون الحاجة إليه، كما يقول رسول اللّه ﷺ: ” من الإسراف أن تأكل كلّ ما اشتهيت” ، بمعنى أن الإنسان يأكل ويشرب ويسرف بتعاطي أطعمة لا حاجة له بها ، وينفق على اطعمة تزيد عنه ، فتطرح في القمامة وغيره من الناس في حاجة إليها ، والمصلحة تقتضي حفظها او االتصدق بها .
اضاف السيد الحسيني : بهذا المعنى نتحدث عن التبذير ايضا وهو الصرف في غير محله دون فائدة ، لعبا وتساهلا ، وقد تصدى الإسلام وسعى لمعالجته بما يتناسب مع قدرة الإنسان وتکوينه العضوي ، فهو لم يقف عند حدود النهي عن الإسراف والتبذير المادي فقط إنما أيضا في الأمور الحياتية الأخرى ، فقد دعانا المولى تعالى بأن نتجنب التبذير ولا تبذّر تبذيرا إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربّه كفورا.
أما في النهي عن الإسراف فجاء قوله وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين، كما قال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كلوا، وتصدّقوا، والبسوا، في غير إسراف ولا مخيلة.
واوضح العلامة الحسيني ان النهي عن الإسراف والتبذير في الإسلام لا يعني بأي حال من الأحوال الدعوة إلى البخل والتقتير ، أو إباحته بالمطلق ، فلا إفراط ولاتفريط . ذلك أن الانسان في کلا الحالتين يصبح عبدا للمادة وللشهوات والغرائز والميول النفسية، وهو الأمر الذي نهانا الله سبحانه وتعالى عنه وبصورة قطعية، وهذا معنى الآية الکريمة : والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذٰلك قواما.
واكد السيد الحسيني ان خير الأمور الوسط في المسائل التي تتعلق بالإسراف والتبذير كما قال تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوما محسورا)، فاتقوا الله وحافظوا على النعم ،فهذا هو المفهوم الاسلامي الحقيقي الذي عرفه وتربى عليه آباؤنا وأجدادنا، فلنحافظ عليه ونمضي على نهج الإسلام الوسطي الذي يراعي الأمور من مختلف الجوانب.