جبر الخواطر
بقلم سمير الشحيمي
*الصلاة خير من النوم قالها المؤذن معلنا دخول وقت صلاة الفجر استيقظت مريم من نومها وايقظت زوجها فيصل ليصلي الفجر وبعد انتهاء مريم من صلاتها وعودة زوجها من المسجد اعدة الإفطار واستعدا لذهاب إلى العمل أشرقت الشمس وخرج فيصل اولا إلى العمل فيصل موظف بالقطاع العام ركب سيارته وانطلق جهزت مريم طعامها لتحمله معها إلى عملها مريم لا تحب اكل المطاعم كثيرا خرجت مريم وركبت سيارتها وانطلقت إلى مقر عملها هيه مديرة مدرسة للمرحلة الابتدائية وهيه بالطريق رأت رجلاً اسمه كنعان وهو خفيف العقل (مجنون) ويعرفونه في هذا الحي ويقدمون له من أكل وشراب وماتجود به أنفسهم؛ الذي شدها اليوم إليه بأنه كان يخطط الأرض بعصاه يقسمها مربعات متساويه أحبت مريم ان تداعبه بالكلام قليلا أوقفت سيارتها بجانبه وسألته: ماذا تفعل يا كنعان*
*قال: أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء فابتسمت مريم .*
*فقالت له وهي تمد له طعامها: خذ هذا يا كنعان انه لك*
*نظر كنعان لها قائلا: عندما انتهي من تقسيم وتوزيع اراضي الجنه انا مشغول الآن*
*قالت له مبتسمه: هل يمكن أن* *آخذ قطعة منها ؟*
*وكم ثمنها ؟*
*نظر إليها وقال: نعم سأبايعك قطعة واحده بعشرين دينار.*
*أعطت مريم المجنون كنعان عشرين دينار وكيس الطعام وذهبت وهيه تبتسم قائله في نفسها شفاك الله ومتعك بالصحة والعافية.*
*وبعد نهاية يوم طويل بالعمل اللتقى الزوجان على طاولة الطعام فقالت مريم وهيه تبتسم: تخيل اليوم يا زوجي العزيز وجدت كنعان وهو يخطط الأرض بعصاه ويقسمها يقول انها اراضي للبيع بالجنه*
*فيصل صاب اهتمامه بتناول الطعام ويقول لها: رأيته وانا في طريقي إلى العمل لا عقل له لا أعرف كيف أنتم تحبون الحديث إليه*
*قالت له: لا تقول هذا يافيصل أنه طيب ومحتاج ان نساعده ونقف بجانبه وما أصابه من جنون ليس بيده*
*قال لها فيصل: هذا كنعان أشك به مرات به عقل يوزن بلد لا يغركم جنونه ثم ضحك مسترسلا نعم نعم اليوم يوزع اراضي بالجنه وغدا ماذا سيوزع واستمر بالضحك ومريم تنظر إليه مبتسمه كعادتها لدعابة زوجها*وفي ليلتها رأت في المنام أنها في الجنة تأكل وتشرب وهيه سعيده جدآ ، وفي الصباح قصت* *الرؤيا على زوجها وما جرى معها مع كنعان المجنون .*
*لم يعطي فيصل لكلام مريم أي إهتمام انها أحلام عاديه وذهب كعادته يصلي بالمسجد وعند الانتهاء من الصلاة ألقى التحية على إمام المسجد أخبره بما رأت زوجته بحلمها فبتسم إمام المسجد وهو على درايه بتفسير الأحلام وقال له : هنيئا لها فلقد رأت الجنة فعلا وماهيه اضغاث احلام هنيئا لها بهذه الرؤيا وأسأل الله أن نكون من أصحاب الجنه فذهب عنه وهو يسبح ربه ويحمده وقف فيصل في ذهول مما سمع من إمام المسجد فخرج مسرعا إلى خارج المسجد*وذهب يبحث عن كنعان* *ليشتري قطعة منه وقال له: أريد أن أشتري قطعة من الجنة، كم ثمنها*
*قال كنعان المجنون : لا أبيع .*
*فتعجب فيصل، وقال له: بالأمس بعت قطعة لزوجتي بعشرين دينار .*
*فقال كنعان : إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين دينارا، بل كانت تجبر بخاطري، أما أنت فتطلب الجنة* *وحسب ، والجنة ليس لها ثمن محدد، لأن دخولها يمر عبر “جبر الخواطر”*
*عزيزي القارئ عزيزتي القارئه*اجبروا خواطر بعضكم بعضا، فإنه من سار بين الناس جابرا للخواطر أنقذه الله من جوف المخاطر*
*انتهت*