الأتراك يقصفون الأكراد.. انتفاضة عراقية غاضبة بعد استشهاد 9 أشخاص بمنتجع زاخو
أدان مسؤولون كرد وعراقيون القصف التركي لمنتجع برخه بناحية دركار التابعة لمنتجع زاخو المستقلة بمحافظة دهوك والذي أسفر عن استشهاد 9 أشخاص من المواطنين السائحين، 4 شباب و 4 فتيات وطفل، مطالبين بإبعاد إقليم كردستان عن الصراعات الإقليمية.
وأدان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الأربعاء، القصف التركي الذي استهدف سائحين في مصيف بإدارة زاخو، عادا استمرار المعارك “أمر غير مقبول” ويهدد سيادة العراق واستقرار الإقليم.
وقال بارزاني في بيان، “ندين وبشدة القصف على مصيف في قضاء زاخو والذي استهدف أناسا مدنيين وأدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم”.
وأضاف أن “استمرار المعارك بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني هو أمر غير مقبول وتسبب بتهجير العديد من القرى، إضافة إلى أنه يهدد استقرار الإقليم وسيادة العراق”.
و وجّه رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني اليوم الأربعاء وزير الصحة سامان برزنجي بتفقد جرحى قصف المنتجع السياحي ومتابعة أوضاعهم الصحية.
وأدان مجلس وزراء إقليم كردستان بشدة القصف التركي
على المنتجع سياحي مطالباً في الوقت نفسه بإبعاد الإقليم عن النزاعات الإقليمية.
وقال مجلس الوزراء “لقد تعرض إقليم كردستان، في الفترة الأخيرة، إلى استهداف متكرر من داخل العراق وخارجه، مما تسبب بخسائر بشرية بين المدنيين وإلحاق أضرار مادية بممتلكاتهم. ويجب على الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي أن يبذلوا جهودهم بطريقة أكثر فاعلية لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات”.
وأشار إلى أن “المواجهات التي تدور بين القوات التركية وحزب العمال الكوردستاني في المناطق الحدودية للإقليم، أصبحت تشكّل مصدر تهديد وخطراً دائماً على حياة المواطنين، لذا نجدد دعوتنا إلى إبعاد إقليم كردستان والنأي به عن المشاكل والنزاعات الإقليمية التي يكون ضحيتها المواطنون الأبرياء”.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الأربعاء إن بلاده تحتفظ بحقها في الرد على الاعتداءات التركية المتكررة على الأراضي العراقية.
وقال الكاظمي في بيان له “ارتكبت القوات التركية مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية وحياة المواطنين العراقيين وأمنهم باستهداف أحد المصايف السياحية في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق اليوم الأربعاء بقصف مدفعي مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين العزل وأغلبهم من النساء والأطفال”.
و دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم الأربعاء إلى خفض التمثيل الدبلوماسي وغلق المنافذ البرية مع تركيا رداً على القصف الذي استهدف منتجعاً سياحياً في زاخو بإقليم كردستان.
وسبق أن أدانت الخارجية العراقية القصف، لكنها لم تشر صراحة إلى تركيا، إلا أنها هددت باللجوء إلى مجلس الأمن إزاء القصف المتكرر.
وقال الصدر في بيان “تركيا زادت من وقاحتها ظناً منها أن العراق لا يستطيع الرد إلا بإدانة هزيلة من وزارة الخارجية مع الأسف الشديد”.
فيما أدانت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي اليوم الأربعاء القصف التركي، وقالت المتحدثة باسم الكتلة فيان دخيل “ندين وبأشد العبارات هذه الجريمة البشعة التي استرخصت أرواح المدنيين الآمنين، نطالب الحكومة التركية بالكف عن قتل الأبرياء وإزهاق أرواح النساء والأطفال وإخلاء القرى من ساكنيها بذريعة وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني”.
وأضافت الكتلة أن “الحكومة الاتحادية مقصرة في حفظ أرواح مواطنيها وسيادة أراضيها، بسبب عدم قدرتها على معالجة هذا الملف وعدم الالتزام بالاتفاقيات والتفاهمات التي أبرمتها مع حكومة إقليم كردستان بما فيها اتفاقية سنجار وطرد مسلحي الحزب العمال الكردستاني المصنفين بالإرهابيين من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية”.
ودعت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني “جميع القوى السياسية الوطنية العراقية إلى تحمل مسؤوليتها إزاء هذه الجرائم وتشكيل حكومة قوية قادرة على مواجهة التحديات والحفاظ على سيادة البلاد وضمان سلامة الأراضي العراقية من أي تجاوزات ومن أي جهة كانت”.
كما دعا رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم الحكومة العراقية إلى وقفة جادة إزاء تكرار قصف مدن وقرى كردستان العراق، مستنكراً “تعرض مصيف سياحي في محافظة دهوك إلى قصف مدفعي تركي أودى بحياة عدد من السياح وإصابة آخرين”.
وقال الحكيم إن “هذه الأفعال المدانة وغيرها، من تكرار قصف مدن وقرى كردستان العراق، فضلاً عن أنها تنتهك سيادة العراق، فإنها تستدعي وقفة جادة من قبل الحكومة العراقية لشجبها، وسلك الطرق الدبلوماسية للحيلولة دون تكرارها”.
وأكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن العراق لا ينبغي أن يكون ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية والصراعات الخارجية، داعياً الحكومة إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة للتحقيق في ملابسات القصف الذي استهدف قضاء زاخو.
وقال رئيس مجلس النواب في تغريدة على تويتر، اليوم الأربعاء “لا ينبغي أن يكون العراق ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية والصراعات الخارجية، ويدفع لأجلها العراقيون الدماء بلا طائل.
ودعا الحلبوسي الحكومة إلى “اتخاذ الاجراءات اللازمة للتحقيق، واعتماد كل السبل، لحفظ البلاد، وحماية ابناء الشعب”.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني استشهاد 8 مواطنين وجرح 23 آخرين جراء القصف الذي طال قرية بزاخو.
وقال شيركو حبيب مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة إن القصف التركي أو الإيراني المتكرر يلحق أضرارا جسيمة بأرواح و ممتلكات الأبرياء، و على الحكومة التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني احترام سيادة العراق وعدم تصفية حساباتهم على أراضي كردستان العراق، مؤكدا أن الساحة الحقيقية لحزب العمال الكردستاني هي الأراضي التركية.
وأضاف حبيب: في الوقت التي ندين و نستنكر هذه الأعمال نطالب الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني باللجوء إلى الحوار لحل القضية الكردية في تركيا وعدم زعزعة الأوضاع في العراق واحترام القوانيين والأعراف الدولية. وقدم مسؤول الديمقراطي الكردستاني في القاهرة العزاء لذوي الشهداء متمنيا الشفاء العاجل للجرحى وأكثريتهم من الأشقاء من وسط و جنوب العراق الذين هربوا من ارتفاع درجات الحرارة إلى مصايف كردستان.
وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان، اليوم الأربعاء إنه “في تمام الساعة 13:50 من هذا اليوم الموافق العشرين من شهر تموز الجاري تعرض مصيف قرية برخ في ناحية دركار التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك بكردستان العراق إلى قصف مدفعي عنيف أدى الى استشهاد 8 مواطنين وجرح 23 مواطن آخر جميعهم من السياح المدنيين تم إخلائهم إلى قضاء زاخو”.