“الإخوان من السلطة إلى الانقسام”.. كتاب جديد يبحث في أزمة التنظيم ومآلاته
“الإخوان من السلطة إلى الانقسام.. أزمة تنظيم أم تنظيم أزمة”.. عنوان لكتاب جديد يكشف تفاصيل الانقسام الحاد في الجماعة الإرهابية ثم كيفية هيكلة وصناعة الجماعة الجديدة للتنظيم، وطرق تكيفها، ومخططها للعودة إلى المشهد من جديد.
كواليس وتفاصيل الانقسام تلك ومآلات التنظيم؟.. يرصدها في كتاب جديد صدر حديثاً عن مكتبة مدبولي الأكاديمي الإماراتي الدكتور محمد بشاري، الباحث في مجال الفكر الإسلامي ويشغل أيضا أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والباحث المصري ماهر فرغلي، المتخصص في شؤون حركات الإسلام السياسي.
الكتاب الجديد الذي يقع في 6 فصول (288 صفحة) يسعى لتوضيح خطورة تنظيم الإخوان وطرق تكيفها وهيكلتها وخطتها الجديدة.
ويتناول الكتاب حالة الانقسام التي شهدها تنظيم الإخوان مؤخرا بين جبهتين وكيانين متصارعين لكل منهما مكتب إرشاد ومجلس شورى وكيانات إعلامية تعبر عنه، وهما: جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير الذي تولى القائم بأعمال المرشد في أعقاب إلقاء القبض على محمود عزت القيادة التاريخية في أغسطس/آب 2020، في مقابل جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم.
ويوضح الكتاب علاقات قيادات الإخوان وأجهزة الاستخبارات الغربية “مجموعة محمود حسين وإبراهيم منير تمتلكان التمويل والعلاقات مع أجهزة المخابرات التركية والبريطانية، وهو ما يرجح استمرارية الصراع بين الجبهتين خلال الفترة المقبلة”.
خلفية الكتاب :
تمر أغلب تنظيمات الاسلام السياسي ما بعد الربيع العربي بعدة أزمات داخلية نتيجة في إختلافات الرؤى في التعامل مع الوضع الجديد لها في محاكاتها مع التقلبات الجيوسياسية خاصة بعد تورط بعضها في عمليات إرهابية، أوبسبب تحكم حديدي لصقورها في مفاصل التنظيم الادارية و المالية مع إبعاد تيارات التجديد خاصة الشباب منها من مراكز صناعة القرار. يأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على أزمة تنظيم الجماعة الام لتنظيم الاخوان المسلمين : الجناح المصري، و الذي آل اليوم الى “إنقسام” حقيقي بين جبهتين قاد الى ظهور “كيانين” متصارعين لكل منهما مكتب إرشاد و مجلس شورى و قنوات إعلامية تعبر عنه. كما تناول الكتاب الازمات تمر بها بعض التنظيمات القطرية للتنظيم الدولي الاخواني. أهي أزمة تنظيم في غياب قيادة متحكمة و مشروع رؤية لاخراجها من مرحلة التصادم مع الانظمة الى وجود “حللة” للوضع بمراجعات فكرية حقيقية تنبذ العنف و تحل تنظيماتها المليشياوية و تتصالح مع شعوبها و تنخرط كأعضاء في حماية الدولة الوطنية؟ أم هي فقط مرحلة “تنظيم أزمة” تعتمد فيه على مناورات “التمسكن” لملمة جروحها لتصل الى مرحلة “التمكين”؟
وفي هذا الصدد، تحدث الكتاب عن أن الانقسامات حقيقية أم مصطنعة، مدللاً على أنه في النموذج الإخواني خاصة فرعه المصري تختلف حركية التنظيم ما بين (فقه التمكين) و(فقه الاستضعاف) الذي سيسمح بالكمون والتلون وارتداء الأقنعة المختلفة حتى يحين الوصول للهدف)، مجيباً على سؤال هل الانقسام لتسويق المصالحة؟ وكيف تكون المصالحة؟ وما الفرق بينها وبين المراجعة؟
و ان الكتاب يرصد تعرض إخوان مصر لجملة من الانقسامات والتفككات الداخلية بدءاً من عام 2016 وحتى الآن، كانت محصلتها النهائية طرح التصدع للعلن، ثم تسويق التنظيم لملف المصالحة واتهام كل فريق للآخر على أنه يتواصل مع النظام المصري سراً من أجل المصالحة.
كما قدم الكتاب إجابات حول تأثيرات الارتباك، والصراع على قيادة التنظيم العالمي، وتشظي الكيانات والأفرع، متناولاً صراع الأجنحة في كل من تونس والجزائر والسودان والأردن والمغرب.
ويتحدث الكتاب عن كيفية صناعة الجماعة للحركية في زمن الأزمة التي تمر بها، وخطتها الجديدة لتحويلها لتيار عام، والاستقطاب والاستلاب بوسائل جديدة، وكيفية خلقها لإعلام جديد.