*للصابرون على الإبتلاء بالمصائب أبشروا بالخير •*

✍️الكاتب محمد فريح الحارثي

 

أولاً: تذكروا قوله تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد/ 22، 23
ثانياً: تذكروا أن الإبتلاء نعمة تتجلى فيها محبة الله لكم أن ابتلاكم ثم وفقكم للصبر وجعلكم من عباده الصابرين الذين بشرهم بكل خير في قوله عز وجل
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157 فإذا أبتليتم ووفقتم للصبر فأعلموا أن الله قد أنعم عليكم بنعم عظيمة منها نعمة الإبتلاء ونعمة الصبر لتنالوا شرف صلوات الله عليكم ورحمته وهدايته والوفاء لكم بغير حساب
قال سبحانه : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10] ، قال الأوزاعي : ليس يوزن لهم ولا يكال ، إنما يغرف لهم غرفا . “تفسير ابن كثير” (7 /89) هذا في الآخرة ، أما في الدنيا : فروى مسلم في صحيحه(918) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرِضا، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ”.
رواه الترمذى وابن ماجه وصححه الألباني
وقال النبي ﷺ : أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل وهم أحباب الله، فالابتلاء يبتلى به الأحباب ليمحصهم، ويرفع درجاتهم، وليكونوا أسوة لغيرهم حتى يصبر غيرهم يتأسى بهم؛ ولهذا قال ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل وفي رواية: ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء.
فإذا ابتلاك الله بمصيبة فتذكر الايات والأحاديث المبشرة لك فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في “صحيح الترمذي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى