طفولة غزة (فلسطين قضيتنا)

بقلم :فاطيمة مسعود جبارة

أيعقل أن تحرمني طفولتي ؟
على صوت المدافع أغفو كل ليلة
وأبدأ يومي على دوييها
أن أحرم من لعبي من كتبي
ومن كتابة إسمي
على رنين الرصاص الحياة .
بدمعة أحرق منزلي
وغادرا والداي الحياة .
أي حياة تلك التي
يقتلني الوجع
واخواني حاضرين ؟
واخواني موجودين موجودين ؟
أي حياة تلك تلك
التي تراق دماء عائلتي امامي .
أنا الطفل
الذي لم يلعب يوما كغيري .
انا الذي أتيت الحياة بدمعة
وصراخ
و لازلت كذلك .
أيقنت أيامي
في رعب وخوف دائم
في منزل لي وليس لي .
في لحظات
أعيشها
والرعب حولي
يهددني كل صباح .
انا الذي أحلم بالفجر الجديد .
انا الذي
نمت على ضريح أبي
وفي حضن أمي
 الميتتة
جثة
هامدة
انا الدمعة العربية
التي أحرقها عدو غاصب .
كيف ترون دموعي
وتعجزون عن مسحها .
انا كل ما تبقى
من حرب
شنتها عروبتي
لتصنع من الظلم
حرية
لتبحث في ضياء الصبح
عن الأمان .
أنا
ابن جندي
أهدى حياته لقمم الجبال
فداءا للوطن
انا السلسلة المتواصلة
لكل حلقة .
أنا الذي أحلم
بكتابة إسمي
في طمأنينة
بامتلاك لعب ك غيري من أطفال العالم .
أنا ابن القدس
ابن العروبة .
فلا تتركوا عروبتي تضيع .
ارحموا دموعي
ودماءا أريقت غدرا
أنا الانسانية
يا معشر العرب .
أنا حفيد المسلمين .
أيعقل أن أنهض كل صباح
أتجول في شوارع
لم يبق منها عدوي سوى أثار العابرين .
وأسوار دمرتها القنابل .
أنا الذي
لم أصح على صوت والدتي
وقهوتي العربية الأصيلة
أنا لوحدي
ألملم شتات ما تبقى من الحياة
لأصنع منها
نصرا ذات يوم .
أنا ابن عروبتكم .
أنا فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى