حال المطلقات والأرامل في الإسلام
المرأة المسلمة عندما يتوفى عنها زوجها أو تطلق، كان الصحابة يتسابقون للزواج بها من أجل رعايتها من باب الاحترام والإكرام . والتشريف لها وعند قراءتنا للسيرة النبوية نلاحظ أن الصحابيات تزوجن بعد وفاة أزواجهن فهذه عاتكة تزوجها ابن أبي بكر الصديق وكانت تحبه ويحبها ثم مات عنها شهيدا، فبادر من الزواج بها الفاروق عمر ،ثم مات عنها شهيدا فبادر بإكرامها والزواج منها حواري النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام فقتل شهيدا .فقالوا عنها : من أراد الشهادة فعليه بعتاقة و قصة “أسماء بنت عميس “زوجها الأخير سيد الرجال والفرسان علي ابن أبي طالب “وهو يلاعب أبناءها من أزواجها السابقين ويسمع كلامها العذب فيهم لأولادها، فيبتسم ولا يغار.. ويقول لو تكلمت فيهم” بغير هذا لزوجتك فهم أصحابي لم نسمع يوما أن واحدة عندما تزوجت اتهمها البعض بخيانة ذكرى زوجها النبي العظيم عليه افضل الصلوات والسلام نفسه لم يتزوج امرأة بكرًا إلا أمنا عائشة رضي الله عنها فقط ، والله نستغرب أن عندما نجد
البعض يتزوج ممن سبق لها الزواج يتعامل مع حقوقها وكأنها مخطئة أو ليس من حقها أي شيء يذكر أمر به الله…هذا والله إجرام في حق المرأة المسلمة فإنه يشعر بالخوف منها أو يتأذى من فكرة زواجها السابق…وهذا إن دل على شيء إلا على قلة حيلته وعدم تفهمه وعدم إدراكه لحقوق .
وقيمة المرأة المسلمة التي لم تنجح في حياتها الزوجية أو ترملت ليس بالضرورة أن تكون امرأة فاشلة كما يدعي البعض . فنزلت سورة الطلاق و سميت عند بعض المفسرين بسورة الفرج :(لا تدْرِي لعلّ اللَّه يحُدث بعد ذلك امراً) (الطلاق 1[.
ومن حقوق المطلقات والأرامل: إن أخلاق الإسلام بصفة عامة تدعونا للإحسان في كل شيء وأن نحسن الظن أبدًا والتعامل بالحسنى هو صفات عباد الله تعالى.. وأولى بالإحسان هؤلاء فنعطيهم حقوقهن بحسن المعاملة وسعة الصدر حتى لا يتأذوا مرتين.
يتوجب علينا، أن نحافظ عليهن ونحاول أن نعوضهن عن خساراتها النفسية والمعنوية وأن نحميهن من النظرة الدونية للمجتمع البشر ممن ينظر إليهن بسوء، ولنا في سيدنا محمد ﷺ المثل والقدوة فقد كان أول زواجه بسيدة سبق لها الزواج وتكبره ب (١٥) عامًا.
لو كان تعدد زواج المرأة سُبة لكان الإسلام نهى عنه وحرمه، فديننا أولى بالأخلاق والشرف منا جميعا ومنه تعلمنا كل الأخلاق . إن المرأة المسلمة هي عنوان نقاء وقوة بنيان المجتمع الإسلامي ودليل على أخلاقه وقوة بنيانه. إكرامهن: فما يكرمهن إلا كل كريم ولا يهينهن إلا كل لئيم. الكيس من أسر قلب زوجته بمعسول الكلام وجميله؛ فالكلمة الطيبة صدقة، والتبسم في وجه أخيك صدقة فما بالكم بشقيقات قلوبكم. اعلموا أن النساء قلوبهن في آذانهن، والكيس من إذا أبغض في امرأته أمرًا شفع لها عنده أمرا آخر، فليس هناك كامل في هذه الدنيا.
تلك الأخت التي نزلت بها مصيبة الطلاق و أصابها الخوف من المستقبل وما فيه من آلام نقول لها: لَا تدْري لعلَّ اللَّه يحدث بعد ذلك أمراً.. لعل بعد الفراق سعادة وهناء .. لعل بعد الزوج زوج آخر أصلح منه وأحسن منه.. ولعل الأيام الآتية تحمل في طياتها أفراح وآمال نعم وآمال إن المرأة المسلمة عنوان النقاء والصفاء. فاستوصوا بالنساء خيرا.