شىء من السعادة من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
بقلم – محمد ابراهيم الشقيفى
مهما تزينت الدنيا بلباس من حرير واستمتعت الجيوب بالمال عهد طويل فإن رصيدك من السعادة شىء بسيط ولو قربت المسافات السفر ليله طويل وثمن الغربة صراع دائم والدقائق حرائق والسنين عجاف .
أيا كان جوهر العائد وإن تنوعت مصادر الدخل المبهرة الخاطفة للعقل وكثر على يديك الخير فإن العناء أشد والوحدة أوحش والزاد والزواد من الصحة يقل ورصيد العمر ينفذ نعم الغربة صراع بين الطموح والوضوح وصلة ضفائر سمراء لرأس حل عليها الشيب والمشيب نبت فيها شىء من الوقار ملامح شعرة بيضاء نصيبك شىء من السعادة يطرق بصحبة الحظ على الأبواب ومازال الخلاف والاختلاف أمر قائم رأى ورأى والواقع نصفين العودة للدار أمر عاجل وفكره الإستمرار فى جمع المال شىء ملح لا تتخذ قرارا من غير تفكير تمهل فهناك أمور يلزمها التحقق والتعقل تحتاج إلى تدبير .
تدور عجلة الدنيا دون استفسار أو سؤال ورغم اختلاف الطبيعة وعدم تطبيع الذات على كثير من الأوضاع غير المناسبة ورفض الإبحار فى وسائل الاعتقادات المختلفة وإن كان لديك قوة الثبات والإمساك على العقيدة إلا أنا النفس مهما كانت سوية فهى أمارة تحب المخاطر ليس لديها قناعة تعشق حب التملك والآن العمر يمر مثل سحابة على الظل فمهما أمطرت السماء خير لن يستسقى الخيال من الماء شىء بل نرى على الأرض علامات قدر رؤس تشبه سنون الأقلام عندما توضع فى المحبره فأنت تزرع الخير فى أرض بور ويثمر على يديك الشجر العجوز ترعى وتسهر ثم يشتد عودك وفجأة انحنى ظهرك وأنت تقضى سنين العمر رحال ولن تحصل أبدا على السعادة بأكملها .
إن الخبز غاية ويستحق النضال والعمل ليس عيب مادام بجهد الرجال والمال نعمة فى اليد الناعمة التى تصون الصغار ولكن أين قبلة الإتجاه الأن وقد قبلت التحدى وقررت التضحيه من أجل الآخرين لكن أنتظر لحظه ماذا جمعت وغيرك ينفق الأموال إن السفر قد أخذ منك الكثير والغربة عزلة ألم تشتاق النفس إلى عناق الأحباب هل حصدت الخير قط أم زرعت الأحلام في أرض الأوهام وتعيش القهر رغم الغنى فإن السنابل مهللة ضعيفة تخشى من بطش الغدر رغم الخير فإن القلب ينفطر وينتظر من الأقدار حلول عام القحط لقد سبقنا اليقين أن بعد الغربة وجمع المال ستأتى ريح شديدة و ليال عجاف حاول أن تدخر من سنين الغربة شىء من السعادة قبل المال .