اختتام أيام الذاكرة بدار الثقافة محمد زدور ابراهيم قاسم لولاية وهران

محمد غاني _ الآن

إختتمت أمس الخميس 03 نوفمبر 2022 الاحتفالات المخلدة لذكرى أول نوفمبر 1954_2022 بعنوان ” أيام الذاكرة ” من تنظيم دار الثقافة محمد زدور ابراهيم قاسم لولاية وهران و التي احتضنت فعالياته قاعة العروض بذات دار الثقافة على مدارس ثلاثة أيام كاملة شهدت نشاطات تاريخية و أدبية و ثقافية مكثفة و متميزة استهلت زوال غرة نوفمبر بافتتاحية بروتوكولية عامة ليتم بعدها عرض فيلم وثائقي للمخرج مصطفى عبد الرحمن حول مجازر الاستعمار الفرنسي تلته محاضرة حول التعذيب و المجازر التي ارتكبها الاستعمار ضد الإنسانية من تقديم الكاتب المفكر عماد بلخوجة لتستمر الاحتفالات في اليوم الثاني بتكريس برامج أكثر اتساعا و إثارة من خلال إلقاء مداخلة تاريخية هامة من تقديم الدكتور بلعالية دومة ميلود الاستاذ المدرس بجامعة حسيبة بن بولعيد بالشلف الواقعة بالوسط الغربي على بعد 200 كلم من الجزائر العاصمة و الموسومة بعنوان ” البخاري حمانة فيلسوف الثورة الجزائرية ” و التي تجاوب مع مضامينها الملحمية الجمهور النوعي بالعشرات و بفهم و انتصار لأفكار الكاتب و الصحافي الفيلسوف بلخوجة حمانة خاصة فيما تعلق بالتساؤل الوجيه هل المجتمعات الناحية مجبرة على أن تراهن على العلوم الاجتماعية و أن تعبر لها انتباها خاصة ما دامت هذه العلوم ثمرة لرقي إيديولوجية عربية سواء رأسمالية أو لبيرالية أو ماركسية ،،،، الخ أم عليها إجراء ضرب من التطهير المنهجي و السقي لهذه العلوم بهدف افراغها من كل مضمون استعماري و جعلها أقل تمركزا أوربيا قبل أن نضعها في خدمة التنمية المحلية ليفسح المجال واسعا أمام الاحتفال بتسليم جوائز مسابقة أم سها م الأدبية و الذي استقل ببرنامج خاص افتتح بالنشيد الوطني الرسمي .

استهل برنامج أمسية تسليم جوائز مسابقة أم سهام الأدبية الذي كان مقررا هذا اليوم الثاني من شهر نوفمبر

بالنشيد الوطني الذي دوى في القاعة التي امتلأت عن آخرها مما اضطر المنظمون من جلب بعض الكراسي من أماكن أخرى.ثم بالوقوف دقيقة صمت على روح الفقيدة ألكاتبة ” أم سهام ” و على المبدعين الراحلين عن الساحة الثقافية الوهرانية مثل الشاعر هارون أحمد المدعو بيان و الشاعر فيلالي هواري و الشاعر ميلود عبد القادر ثم أحال المنشط عابر سبيل الكلمة الى مديرة دار الثقافة السيدة قوادري عيشوش بختة التي رحبت بالحضور المكتظ بقاعة العروض فترحمت على شهداء الثورة التحريرية وما قدموه لهذا الوطن من تضحيات جسام ليسترسل المنشط في معرض حديثه مرحبا بالفائزين بمسابقة الصيف الأدبي التي كانت تحت شعار” الكتابة التزام و مسؤولية

رحب بالفائزين الثلاثة بمسابقة الصيف الأدبي التي كانت تحت شعار “الكتابة التزام ومسؤولية ” كما انه لم ينس الترحيب بالأساتذة المحاضرين الذين تقاسموا مع المنظمين البرنامج كما انه وجه تحية خاصة للضيوف والمدعوين من طرف جمعية أثار العابرين للثقافة و الأدب كما تحدث باختصار عن حيثيات المسابقة ونوه بالمساهمين في إنجاح هذه الطبعة التي تعد الثانية منهم أعضاء جمعية أثار العابرين و المساهمين على رأسهم السيدة قوادري عيشوش بختة مديرة دار الثقافة و الدكتورة سعاد بسناسي و الشاعرة نصيرة بن ساسي-و الإعلامية زهرة برياح والشاعر مسكي عبدالقادر ليفسح المجال بعد هذه التقديمات للدكتور محمد بلحاج لإلقاء مداخلته حول رموز الثورة ومساهمات الأشقاء من الدول الإسلامية والعربية في الثورة التحريرية.أما مداخلة البروفيسور بلعالية دومة ميلود فكانت حول فيلسوف الثورة الجزائرية البخاري حمانة.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للشاعرة عايدة سعدي صديقة الراحلة أم سهام و التي ذكرت بها بخصال المرحومة وبعض المحطات من مراحل حياتها الأدبية التي جمعتهما ثم احيلت للمطرب جلولي محبوب المدعو محبوب الوهراني الكلمة لاطراب الحضور بفواصل غنائية من التراث الوهراني وبعده اعتلت المنصة .الطفلة حاجي ريناس تسنيم من ولاية سعيدة

التي ابدعت في قراءة قصيدتها الوطنية لحماية ما جعل الجمهور يصفق لها كثيرا. كما قرأت الطفلة حواش الهام قصيدة متميزة ليفسح المجال الى الروائية إدريس خديجة العضو في لجنة التحكيم فقال نيابة عن زملائها ف اللجنة.

“مدينة وهران تلبس جبّة الأدب والفن ، وترتدي حلّة المجاز وعقد البلاغة ، وتعقل معصميها الدّافئين بالقوافي ، تتزيّن بالأحمر والأخضر والأبيض ، فتجتمع في حضنها الكلمة والثّورة مثلما تجتمع رصاصة ببندقيّة ، مثلما تجتمع قطرة مطر بزهرة مجروحة ، إنّه يوم مميّز فتحت فيه المدينة ذراعيها الواسعين لتستقبل بزيّها الأدبيّ والثّوري ضيوفها الكرام من خارج أسوارها الباهية وداخلها تحت الرّعاية الرّشيدة لدار الثّقافة والفنون لولاية وهران ، كما تفتح دوما بمعيّتها جمعية آثار العابرين قلبها الواسع لكلّ الضّائعين في صحاري اللغة الباحثين عن واحة آمنة يغرقون فيها بكلّ يقين خالد متمثّلة في زعيمها السيد روان علي شريف قائد سفينة الأدب ومحرّكها وربناها الذي لا تهزّه العراقيل لإبقاء شمعة الأدب متوقّدة وخير دليل على ذلك كلّه إشعال رماد كتّاب ضمّهم الثّرى إلى صدره وتركوا خلفهم غابات الأدب دامعة ، أتحدث بكلّ فرح وأسى عن سيّدة الكلمة المرحومة أم سهام التي ترفض أن تموت بوجود أوفياء يدركون تلك الحقيقة الأبديّة بأنّ الكاتب لا يموت أبدا ، يفنى جسده وتبقى كلمته وهذا ما أراه جليّا من خلال تخليد ذكراها بمسابقة أم سهام الأدبيّة في القصة القصيرة في طبعة ثانية استقبلنا خلالها بمحبة غامرة 113 قصة قصيرة من مختلف الأعمار والولايات ، حرصنا على قراءتها بعمق وأمانة ، أفرجت في الأخير اللّجان التّحكيمية الثلاثة بعد أكثر من شهر عن قائمة الفائزين بالمراتب الثّلاثة الأولى الذين أبانوا عن علوّ كعبهم اللّغويّ .

* المرتبة الأولى لقصة رقصة الرّيح مع جوربي للكاتبة صوريا قواسم من الجزائر العاصمة ، قد تبدو فكرة الجورب بسيطة في ظاهرها إلاّ أنها تحمل معان إنسانيّة عميقة استطاعت القاصّة في تشكيل لغوي ماتع تجسيد فكرة العطاء من خلال فردة الجوب الضّائعة ، فمهما بدا ما نمنحه ناقصا ، و ما نفقده هيّنا إلاّ أنه قد يكون كمالا لغيرنا ، وضمّادا مهفهفا لجراحهم ، قصّة رائعة روعة البحث عن أنفسنا في كومة من الأسئلة .

المرتبة الثانية لقصّة وادي الكلى وشعر النّساء للكاتبة حفصة زاهي من ولاية سكيكدة ، قصة فيها من العطب الإنساني ما يكفي لفضح هشاشة الإنسان عند الاحتياج ، حين تصبح أعضاؤه لقمة العيش الوحيدة التي تسدّ كرامته وتشبع بطون صغاره في حبكة قصصية جميلة أرهقت عواطفنا وجعلتنا ننطّ بين كلماتها ومعانيها كما بنطّ عصفور بين غصن وشجرة.

المرتبة الثّالثة عادت لقصّة السّراب للكاتب عبد العزيز مرابط من ولاية بومرداس ، حبكة ناعمة وتصوير غائر لقصّة تحكي عن غول اسمه الخوف ، عن جرائمه الطّافية رغم انه مجرّد سراب ، صراع جميل بين البراءة والشّقاوة ، بين الخوف والجرأة عليه ، بين الحقائق الغائرة والمخاوف الطافية التي ترهق الإنسان من دون داع.

منحت الجمعية شهادات وهدايا تشجيعية للذين تحصّلوا على المراكز العشر الأولى إيمانا منها أن لا خاسر بيننا مادامت الكلمة لا تزال قادرة على لمّ شملنا ، أشكر في الأخير كلّ الكتّاب الذين وضعوا ثقتهم فينا ، شكرا لكلّ من ساهم في رسم هذه اللّوحة البهية التي صنعها وجودكم وثقتكم فينا.

إلى لقاء متجدّد مع طبعة أخرى مع كلّ التقدير والمحبّة.

 

بعد كلمة لجنة التحكيم فسح المجال للفائزين بالتعريف بأنفسهم والإدلاء بانطباعاتهم حول المسابقة التي جاءت متطابقة حيث نوهوا بنزاهة المحكمين واحترافيتهم كما نوهوا بما تقوم به الجمعية من فعل ايجابي على المستوى المحلي و الوطني و قد جاءت الترتيبات كالتالي.

 

1- الفائزة الأولى الكاتبة صوريا قواسم من العاصمة.

2- الفائزة الثانية الدكتورة حفصة الزاهي من سكيكدة.

3- الفائز الثالث الدكتور عبدي مرابط من ولاية بومرداس

 

و في اليوم الثالث من أيام الذاكرة أشترك الدكتور منصوري لخضر و بوزيان بن عاشور في إلقاء محاضرة حول مساهمة الفن في الترويج للثورة التحريرية الجزائرية الكبرى لقيت استحسان و تجاوب الجمهور النوعي الذي دخل في نقاش واسع مع المحاضرين و تبادل معهما الشروحات في مجال مساهمة الفن في الثورة ليسدل الستار بتكريم المتدخلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى