بين الشموع

بقلم الكاتب سمير الشحيمي

مبارك داخل العنايه المركزه يطمن على والدته وخارج العنايه الكل تقريباً متواجد من بناتها وأحفادها وشمعه ورقيه وخميس وماجدة زوجة عبدالله وريماس تحضن أمها شمعه وشوي طلع مبارك من العنايه سألته أخته ريتاج : ها كيف أمي تتكلم مع أحد؟.
مبارك: لا ما تقدر تتكلم بس أطالع بعينها
ريتاج: بدخل عندها أنا وسميه
دخلت ريتاج وسميه
وبدريه قالت حق مبارك : طمني تحتاج إنها تتعالج برا؟
مبارك:لا مافي فايده الجلطه أثرة على جزء من الدماغ والنطق صعب معاها والحركة بعد صعبه عندها
بدريه: يعني كذا العمه طاحت؟
مبارك :ليش كذيه تقولي بتقوم إن شاء الله بس يبالها وقت
شوي وطلعت ريتاج من العنايه وهيه تصيح معاها أختها سميه
رقية: نحن بنترخص ونجيكم بوقت ثاني
مبارك: مشكوره أم محمد على وقفتك معانا وسلمي على سلطان
رقيه : العفو نحن أهل وواجب نوقف مع بعض
مبارك : بارك الله فيك؛ شمعه نحن بنجلس كم يوم بالبيت
بدريه: أيوه لازم أنداري عمتي أم مبارك خذيت إجازه اضطراري من دوامي
شمعه: فيكم الخير وبميزان حسناتكم والبيت بيتكم
الكل رجع بيته وبعدها بأسبوع رخصوها أم مبارك من المستشفى ورجعت البيت بكرسي متحرك ومبارك ذبح الذبايح بسلامة والدته وعزم جماعته على الغدا والكل اللي ببيت أم مبارك يتناوب على خدمتها بعد أسبوعين الكل رجع بيته وعمله وبقى بالبيت شمعه والخدامه وأم مبارك أما ريماس ومسعود راحوا مع أبوهم مسقط لأن إجازه مدرسيه وحبو يقضو الوقت بمسقط
وفي بيت بدريه بمسقط وتحديدا بغرفة نومها
بدريه: ما لاحضت شي بأمك يامبارك؟
مبارك: كيف يعني تراها مريضه شو لاحضتي عليها وهيه بهاي الحاله؟
بدريه: أقصد أن أي شي نبي نعطيها إياه أو الخدامه تعطيها إياه من أكل أو دواء بغصب تاخذه إلا مع شمعه على طول تاكل وتشرب وماتعاند
مبارك: لاعادي لأن من طلعنا من البيت وهيه تهتم فيها لما كانت بعافيتها فأكيد بتحتاجها أكثر اللحين بمرضها
بدريه: عمتي ما تحب شمعه ولا تحب طاريها ولما كانت تكرفها بس عشان تعذبها وطفر بها
مبارك: أمي حرمه عنيده وإذا كرهت تكره من قلبها ما أطوف بسهوله شكلك غيرانه منها
بدريه: من هاي إلى أغار منها بنت رقيوه بعدين أعيالك كم يوم بيجلسو عدنا فالبيت؟
مبارك: يجلسو على كيفهم تراهم مع أبوهم
بدريه: بس أنا ماريدهم معاي
مبارك: كلها مال كم يوم يغيرو جو وبيرجعو مع أمهم لا تسوي لنا فلم
بدريه: أتمنى إنها كم يوم لأن أنا ماطلعت من بيت أهلك إلا عشان إبتعد عن شوفت زوجتك وأعيالها
مبارك: تصبحي على خير
وفي غرفة ريماس تسولف بتلفون مع باسل: تصدق جو مسقط وااايد حلو
باسل: بس هنيه الجو مب حلو
ريماس: ليش يعني؟
باسل: لأنك مب موجوده
ريماس: معقوله لها الدرجه
باسل:أيوه وأكثر بعد فديتك
شوي ودخل مسعود على ريماس وحطت ريماس تلفون تحت البطانية وصرخت على مسعود : شوفيك حد يدخل كذيه أستأذن قبل
مسعود: سمعي توني كنت طايف من جنب غرفة أبوي وسمعت عمتي بدريه تتكلم معاه
ريماس: شو الجديد يعني وبعدين تعال ماتعرف إنه عيب الواحد يتسمع على أحد
مسعود: خلي عنك اللحينه سمعتها تقول أعيالك ماريدهم عندي بالبيت وما أطيقهم ولا أطيق أمهم
ريماس: شكله غلطنا لما جينا مع أبوي هنيه
مسعود: غلطنا أو لا نحن جايين نغير جو كم يوم والبيت بيت أبوي خليها تحشرها
ريماس : عيل ليش جيت تخبرني شو قالت وما قالت
مسعود: عشان ديري بالج منها ولا تحتكي معاها وايد
ريماس : تمام في شي ثاني؟
مسعود : لا
ريماس :أطلع وصكر الباب وراك
مسعود : أساساً اللعب بالسوني احسن من مقابل وجهك أنا اللي غلطان أجي أقولك شي
وطلع مسعود وكملت ريماس مكالمتها مع باسل
وفي بيت أم مبارك وفي غرفة شمعه وهيه تبدل ملابسها صوت دق على الباب فتحت الباب الخدامه
شمعه: شوفيه غياتري؟
غياتري: أعطى دوا حق ماما كبير بس هو مايريد
شمعه: عشيتيها قبل؟
غياتري: حتى عشا مايريد
شمعه : خلاص أنا بجي اللحينه
وراحت الخدامه وخلصت أمورها شمعه ونزلت لغرفة أم مبارك وهيه متمدده بفراشها
شمعه: عمتي كيف ماتبي عشا ولا تاخذي أدويتك غياتري جيب شوربة الخضار
جابت الخدامه الشوربه لشمعه وشربتها لأم مبارك اللي كانت أطالع شمعه بصمت ومن خلصت عطتها أدويتها من خلصت مسكت أم مبارك بأيدها الصاحيه يد شمعه وقالت بكلمات ولسان ثقيل من أثر الجلطه : سامحيني يابنتي سامحيني
شمعه تفاجأت من الكلمه اللي قالتها أم مبارك وعينها بتدمع نزلت شمعه تبوس أيد أم مبارك وقالت لها : أنتي أمي أنتي سامحيني إذا قصرت بخدمتك
أم مبارك بكلمات متثاقله: قلبي راضي عليك يا بنتي أنتي سامحيني ظلمتك وذليتك
شمعه : أنتي أمي واللي كنتي تسويه فيني حلال على كل أم على أعيالها
تبكي أم مبارك تغسل بدموعها الكره اللي كان مالي صدرها على شمعه

يتبع….